241

Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons

دروس الشيخ عبد الحي يوسف

Genres

إهلاك الله لثمود
قال تعالى: ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾ [الشمس:١٤]، قال القرطبي ﵀: الدمدمة إهلاك مع استئصال، وبين ربنا ﷻ صفة الإهلاك في آيات أخرى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ [القمر:٣١] فكان هذا حالهم.
﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾ [الشمس:١٤] سواها فيها تفسيران: فقيل: سوى بينهم في العقوبة.
وقيل: سوى عليهم الأرض ودفنهم بعدما أرسل عليهم الصاعقة.
قال سبحانه: ﴿وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس:١٥] الله أكبر، الله ﷿ يقول عن نفسه: أنا لا أخاف عاقبة الفعل، وقد قال في الحديث القدسي في صحيح مسلم من رواية أبي ذر: (يا عبادي! إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني، ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا).
فالله ﷿ لا تنفعه طاعة، ولا تضره معصية: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [فصلت:٤٦]، نسأل الله أن يجعلنا من المنتفعين.

19 / 12