الشيخ متلوف
أسماء المشخصين
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الشيخ متلوف
أسماء المشخصين
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الشيخ متلوف
الشيخ متلوف
تعريب
محمد عثمان جلال
الشيخ متلوف
وهي قطعة مركبة من خمسة فصول
كم غبي مذبذب يتوارى
وإذا بان بان وهو مرائي
لا إلى هؤلاء إن نسبوه
يجدوه ولا إلى هؤلاء
أسماء المشخصين
الست أم النيل:
والدة غلبون.
غلبون:
زوج أنيسة.
أنيسة:
زوجة غلبون.
سامي بن غلبون:
من غير أنيسة.
مريم بنت غلبون:
من غير أنيسة.
أحمد نبيه:
عاشق مريم.
سلمان:
أخو أنيسة.
الشيخ متلوف:
منافق وعامل صالح بالكذب.
بيهانة:
خادمة مريم.
عبد العال:
قواس.
واحد عسكري:
جاويش.
كعب الخير:
خادمة الست أم النيل.
الفصل الأول
واللعب في بيت غلبون
المنظر الأول (الست أم النيل وأنيسة ومريم وسلمان وسامي وبيهانة وكعب الخير)
الست أم النيل :
يالله بنا نروح قوام يا كعب الخير
دولا جماعة الكل ما فيهمش خير
كعب الخير :
هوا جرى حاجة هنا يا ستنا
حتى نروح برا ونترك بيتنا؟
أم النيل :
كتر الكلام ما لوش نفع يالله بنا
راح أقعد أتلفت هناك ولا هنا
كعب الخير :
بس الخروج دا ليه وأنا شايفة الجميع
من تحت أمرك كلهم سميع مطيع؟
والكل تحت اليد فللي تأمريه
تقدمي اللي تقدميه وتأخريه
أم النيل :
لا والنبي ما أقعد ولا بقيت أقيم
دي مش معيشة دا مرض وعذاب أليم
ريقي نشف ما حد سامع كلمتي
حتى لساني ما دخل في شفتي
حمام بلا ميه وأنا في وسطكم
عاملة عرافشة هو أنا مش ستكم؟
بيهانة :
هو حد قال حاجة ولا اتنفسم؟
دي كتمة إيه! والله المساكين يفطسم
أم النيل :
وكمان خدامة وتتحاكي معي
يالله قوام من بيت ابني اطلعي
في كل يوم حلقك علينا تفتحي
وتغجري لي بالعجل وتقبحي
سامي :
بس إيش جرى؟ ... ... ... ...
أم النيل : ... ... ... ... اخرص وإلا أقول لبوك
هما اللي كانوا علموك ما أدبوك
تحكي كلام فارغ هنا ما تختشيش
هو انت سكران بس أو واكل حشيش؟
مريم :
يو بس ما لك؟ ... ... ...
أم النيل : ... ... ... ... اسكتي أوعي تنطقي
أما صحيح إن الشقي عمره بقي
يا ساهية من تحت راسك كل ده
هو حد زيك في البنات يعمل كده
أنيسة :
ما لك كده؟ ... ... ... ...
أم النيل : ... ... ... بس اسكتي في عرضك
آه إن عملتي ما عملتي برضك
حق اللي زيك عاقلة ومأدبة
ديما لحاجة بيتها مرتبة
وبس في اللبس الكويس فالحة
وتخرجي طول النهار يا قارحة
شفنا النساء الأحرار ما يزينوا
إلا لأزواجهم ولا يتبينوا
سلمان :
وبعد دا كله؟ ... ... ...
أم النيل : ... ... ... بقا انت التاني
اللي حكيناه راح نعيده تاني
شوف أم أقول لك يا جدع بالمرة
اسكت ولا قوم واخرج برة
غلبت ساكتة لك وانت برضك
حشم شوية واختشي في عرضك
خلي الوداد ما بيننا متاصل
وإلا أقول لابني وأزعل واصل
سامي :
ما حد مبسوط عندنا إلا الفقي
يبحث على الرايق ومنه يستقي
أم النيل :
طيب كماني والفقي دا ما له
راجل مصلي متقي في حاله
واجب عليك إنك تقبل يده
وتستمع قوله وتبقى عبده
وإن كنت تتجنن وتغلط مرة
في حضرته لأغضب عليك بالمرة
سامي :
إيش الكلام ده مين هنا يتحمله؟
دايما مبوز واللي جاله تلتله
قاعد ومتحكم وعامل محتسب
والله قليل بس الراجل ده إن كسب
بيهانة :
ومقمط الحكمة وطالع فيها
وإن شاف لعبة بالعجل يخفيها
وإذا رأى واحد يهزر يشفره
ويطلع أخلاقه عليه ويكفره
أم النيل :
الحق بيده دا بطل من الفحول
جسمه صبح من العبادة في نحول
ومقصد ابني تسمعوا كلامه
وتلزموا كل الحيا قدامه
سامي :
والله أبويا أبدا ما يمكنه
من كل أغراضه بنا يمكنه
ولا أشوف ذاته ولا أقعد معه
وإن كان يتكلم أنا ما أسمعه
لا بد لي عن يوم أوريه دا القبيح
وأفرجه إن كان مذبذب أو صليح
بيهانة :
أما عجايب عندنا وعار كبير
راجل فقير يجي هنا يعمل أمير
ما يفتكر لما دخل حافي هنا
وجبته من العرق مدهننا
والحتة القفطان كلها رقع
وأكمام قميصه مقرقفة من البقع
قوام نسي أصله وحالته تغيرت
وبعدها نفسه علينا تكبرت
أم النيل :
إش وصلك برضه أمير طاهر نضيف
ريحته ترد الروح وملبوسه ظريف
صالح يخاف الله وحالته باهرة
يحكم عليكم بالنفوس الطاهرة
بيهانة :
والله يا ستي صلاحه ده نفاق
والخبث والتزوير فيه بالاتفاق
أم النيل :
إش وصلك تحكي؟ ... ...
بيهانة : ... ... ... ومين يستأمنه
لما يجيب واحد أمين ويضمنه؟
أم النيل :
الشر بره هوا خدام ينضمن
دا سيد أمير عاقل مؤدب مؤتمن
لكن من يحكي ولو على أبوه
ويقول على الدغري قوامك تكرهوه
هوا عدوه المذنبين ويا الذنوب
ولا يحب إلا الشقي يومن يتوب
بيهانة :
وليه يغير لما يشوف واحد يجي
إن كان زايرنا وإلا مرتجي
له بس كم يوم في الأماير دي طلع
وكلما يشوف حد زاير ينفقع
بدي أقول لك حين نكون لوحدنا (وتشاور على أنيسة.)
اليوم بشوفه يغير كتير على ستنا
أم النيل :
اتفكري في اللي تقوليه واخرصي
أوعي تزيدي في الكلام وتنقصي
واجب عليه إنه ينقمر بالكلام
على الرجال اللي يجونا في زحام
وكل يوم على الباب حمير بلا عدد
وكلهم مستخدمين وأولاد بلد
وأغلب الجيران ضجت مش مليح
وإن كان أكترهم يحبونا صحيح
لكن كلام الناس من زيد أو شعيب
في حقنا بالله عليكم موش عيب
سلمان :
يبقى على دا أمال نبطل دا الحديت
ونفض أكل اللحم مع شرب النبيت
وإن جا حبيب يسأل علينا نطرده
من شان كلام الناس وعنا نبعده
لو كان علينا ألف سور من النحاس
وإلا فداوية تقول بالسيف حاس
برض الكلام ما ينقطع وأحسن لنا
نعوم ونحرس في المياه تيابنا
بيهانة :
إن كان كلام جيراننا هوا الوحش
جيراننا مش غز مع زوجها العفش
يتكلموا إيه دول كمان ميستحوش
هما برابرة كلهم ولا وحوش
في بيتهم الطالع وداخل كل يوم
ومية الحمام قصاد الباب عوم
إن كان معاهم قول يكون عن نفسهم
دي الناس تعرفهم وتعرف جنسهم
قال كلم القحبة بكلمة تقتفيك
واللي يكون فيها تجيبو سد فيك
أم النيل :
كل الكلام دا بوش ولا له منفعة
والخوض بعرض الناس ما هو مجدعة
الست دودو بيتها قدامنا
زعلت من العالم وكترتها هنا
بيهانة :
الست دودو من يقول عنها كلام
حرة تقية ما عليها شي ملام
لكنها كبرت قوي وتقدمت
وتحسرت على الشباب وتندمت
من قلة الحيلة ومن كثرة مفيش
تابت عن العرقي وعن شرب الحشيش
كانت وهي شبة تحب البحبحة
وتكلم الجدعان وتهوى السرمحة
وإن فات عليها الحلو ترمش بالعيون
وتفتخر بالصرف مع كتر الديون
لما أتاها الشيب ودلدل نهدها
وبين الكراميش قوام فوق جلدها
صبحت عدم والغل في القلب انزرع
تزعل وتظربن إذا شافت جدع
وتطل من الطاقة وتقدح للصغار
وتخرج السكة وراهم بالإزار
وكل دا مش عقل دا أصله حسد
من بعد خرمة في المزاج اللي انفسد
ودي طبيعة في العجايز كلها
لم تقبل أهل الحظ لو كان أهلها
أم النيل (لأنيسة) :
آدي الكلام الحلو دللي يعجبك
تستاهلي إيش بالذي يحل بك
أما أنا ما لي هنا إلا السكوت
ومن البيوت بريه ومللي في البيوت
أنا كمان أحكي وأقول لي كلمتين
هوا الكلام من غير حنك يخرج منين
طول عمر ابني ما عمل طيب هنا
إلا مجيبته في الإمام ببيتنا
دا الشيخ أبو متلوف ربي أرسله
يجلي صدا القلب الحزين ويغسله
ويعلم أولادي الصلا ويا الصيام
ما حد زيه في بيوت الناس إمام
مسكين من كان يحرمه منه الإله
يموت قتيل الكفر ما يعرف دواه
لكن كلامي عندكم راح في الهوا
إنتم جماعة خاسرين الدين سوا
ما تفلحوا إلا تلعبوا وتكركروا
وتعربدوا طول النهار وتسكروا
على الخصوص سلمان من دونكم تقيل (وتشاور عليه.)
طول النهار مرمي هنا زي القتيل (ثم تضرب كعب الخير بالكف وتقول):
يالله بقول لك من هنا اخرجي معي
طول النهار قاعده كدا تتمرقعي
لملص ودانك وأهري جتتك
ولا أخلي حد منا يحدتك
المنظر الثاني (سلمان وبيهانة)
سلمان :
روحي بقى إن شا الله هنا ما ترجعي
طول النهار تخانقي وتجعجعي
بيهانة :
يكفي بقى بشويش أحسن تسمعك
تعمل لنا شبكة وتتخانق معك
سلمان :
ما حد سايعها خناق ولا كلام
وبس ماسكة قافية الشيخ الإمام
بيهانة :
إشحال لو شفت ابنها وقافيته
تلقى إمام البيت صبح أفيونته
دا الشيخ أبو متلوف عرف يحكم عليه
ما يقابله في البيت حتى يبوس إديه
من غفلته عامله رفيقه أو أخوه
وأغلب الأوقات يقول عليه أبوه
ويفضله على الفميليا كلها
ابنه وبنته مع حريمه وأهلها
وإن كان معه أسرار ما يحوشها عليه
ويرتكن في كل تدبيره إليه
إذا لقاه مقبل عليه يعنقه
ويطعمه ويشربه وينشقه
يجلس على السفرة معه ويزقمه
وإن قل عنده العيش قوام يلقمه
وينبسط كتير لما يدبها
وطاسة الشربة بحلقه يكبها
وإن كان يتكرع ويفتح مبلعه
يفرح كتير وينشطه ويشجعه
قصر الكلام دا الشيخ أبو متلوف ملك
عقله وروحه أبصر إزاي ما سلك
تلقاه إذا تكلم بكلمة دا الخبيث
يسنط لها كنه بيقرا في الحديث
حتى تراه حط التبات في مطرحه
يركب حصان في غفلته ويرمحه
وكلما يطلب فلوس ينوله
طقطق ولا عمره لصراف حوله
وحكمه فينا وهو ما ينقرع
وله كلام زي الجلل ما ينبلع
يا رب سيدنا بعد ما كان يعبده
يغضب عليه من بيتنا ويطرده
المنظر الثالث (أنيسة وسامي ومريم وسلمان وبيهانة)
أنيسة (لسلمان) :
لو كنت حاضر كنت تسمع ستنا
يا دهوتي من حي ما قالت لنا
خليك لما أطلع أشوف سيدي وأجي
لا بد إنه بعد ساعة ما يجي
سلمان :
خليني أنا أستنى هنا من غير طلوع
ما ينوبني إلا بس مشوار الرجوع
المنظر الرابع (سلمان وسامي وبيهانة)
سامي :
يا ست بيهانة على أختي كلميه
إياك يجوزها لسيدي أحمد نبيه
أحسن أنا خايف من الشيخ الإمام
ليكون توقف له وجمض في الكلام
وأنا أحب أحمد وأخته أحبها
ومقصدي يا ست أجوز بها
بيهانة :
اسكت بقى أحسن أبوك جا يسمعك
يقعد يزعق لي ويتخانق معك
المنظر الخامس (غلبون وسلمان وبيهانة)
غلبون (لسلمان) :
أهلا نسيبي سيدي سلمان السخي
سلمان :
الحمد لله على السلامة يا أخي
غلبون :
الله يبارك فيك لنا ويحفظك
لله ما أحلاك وأحلى ملفظك
غلبون (لبيهانة) :
وانتم كمان في طول غيابي إزيكم
إياك تكونوا بالعوافي كلكم
بيهانة :
ستي أنيسة اسلبطت قبل العشه
باتت بطول الليل وهي مشوشة
غلبون :
والشيخ أبو متلوف؟ ... ... ... ...
بيهانة : ... ... ... بخير في كل شي
يمشي ويتهدف بجبة مشمشي
والوش رادد والخدود متختخة
وله زنود بيضا سمينة مبطرخة
غلبون :
مسكين يا متلوف ... ...
بيهانة : ... ... ... وستي اتغلبت
باتت على فرش العيا واتقلبت
وجا العشا وانشال وهي ما داقته
قطع العيا بالحيل وقطعت سيرته
غلبون :
وشيخنا متلوف؟ ... ... ...
بيهانة : ... ... أكل وحده العشه
ما بس حشمها ولا بس اختشه
إلا شمط فرخة على قلبه كده
وأربع شقق من الكبير مقددة
غلبون :
مسكين يا متلوف ... ... ...
بيهانة : ... ... ... وفات الليل قوام
وستنا ما تذوق فيه طيب المنام
سخنة من النزلة وتقدح في شرار
حتى قضينا الليل وجا بعده النهار
غلبون :
وشيخنا متلوف؟ ... ... ...
بيهانة : ... ... أكل لما انقلب
وبعدها اسلا بانجر من عنب
وبات يشخر طول ليله للصباح
ولا صحي إلا فين حتى الوقت راح
غلبون :
مسكين يا متلوف ... ... ...
بيهانة : ... ... ... وهي شافت العذاب
دي ليلة إمبارح كانت ليلة هباب
جاها الحكيم فصد دراعها مرتين
والدم الأسود سال منها وقتين
غلبون :
وشيخنا متلوف؟ ... ... ...
بيهانة : ... ... صبح زي الحديد
وكل يوم في أكلته عن يوم يزيد
لجلن يوفر عفيته عند المبيت
شرب على السفرة تلت أرطال نبيت
غلبون :
مسكين يا متلوف ... ... ...
بيهانة : ... ... ... أهم لخرين بخير
وأكلهم بكرة يكون من لحم طير
والله لطلع فوق وأضرب مشوره
وأقول لستي على الكلام اللي جره
المنظر السادس (غلبون وسلمان)
سلمان :
البنت مريم تنتها تسأل عليك
لكنها خايفة تقف ما بين إيديك
والحق ينقال يا أخي مش مسخرة
مين بس يقدر يستمع للي جره؟
ويظن راجل في المدينة زي ده
من بعد ما كان مفتقر يصبح كده؟
غلبون :
غندق شوية يا نسيبي وافتكر
هوا هنا كل الرجال ما تنذكر
وانت كمان اللي تكون ما تعرفه
وتخوض في عرضه بقيت ما تنصفه
سلمان :
إن كنت أنا ما أعرفوش قل لي عليه
لجلن إذا شفته أقف وأبوس إديه
غلبون :
حقيقة إذا عرفته تنبسط
تقع عليه في كل يوم وتنهبط
وتنشرح منه إذا اتكلم كتير
وتقول عليه من حق دا راجل أمير
من يقتدي به في الفعال عاش في أمان
ويزهد الدنيا ولا ياكل كمان
أما أنا اليوم الذي أقضيه معه
أحب أسكت عن كلامي وأسمعه
ولو عدمت أهلي وأولادي سوا
وانصبت بالتشويش يكون هوا الدوا
سلمان :
يا صاحبي أهل الجلالة هم كده
يبقى جبين الشخص بينقط نده
غلبون :
لو كنت تنظرني وأنا بعنقه
لكنت تحسدني عليه وتعشقه
الله عليه لما يجي وقت الصلاة
ويخش في الجامع وأنا قاعد معاه
تلقا عيون الناس فيه مرشقة
وقلوبهم في جبته معلقة
وهو لهم ما يلتفت من الخشوع
نازلة على صدره من الخشية دموع
وإذا خرجنا نلتقيه قام وامتثل
وسبل إبريقين ميه بالعجل
ويشيع الخدام ينده لي قوام
ويقول اشرب من السبيل أحسن حرام
وإن كنت أعطي له فلوس على السبيل
فات نصها فيدي ويرضى بالقليل
وإن كنت ما أرضاش وخدها كلها
لا بد ما يحسن إلى الفقرا بها
من يوم دخل بيتي وأنا في خير كتير
ومنيم الأولاد على فرش الحرير
وهبت له روحي ومالي والحريم
من تحت أمره الكل دا طبعه سليم
إذا رأى عيبة على أهلي يقول
من غير تكليف بيننا ولا فضول
وكل شيء شافه من النسوان حرام
حتى صلاة الصبح في البيت الحرام
سلمان :
ده دي الكلام القفش ده مين يعقله؟
دا اللي يقوله طور والناس تعقله
بالله تفضك يا أخي من دي الأمور
واصغي لأهل العلم إن العلم نور
غلبون :
أوعى تخوض في حق أهل الله تروح
في شربة مية وتظهر فيك جروح
دول سرهم باتع قوامك يعرفم
من يعترض بالفعل فيه يصرفم
سلمان :
دول اللي زيك عقلهم على قدهم
تحسب جميع الناس عميان زيهم
واللي كشف رب العباد بصيرته
ويكره الدجال ويكره سيرته
ما له اعتبار فيهم ولا له اعتقاد
والله تلفتوا لنا الأهالي والبلاد
هوا كلامكم دا علينا ينطلي؟
الله أعلم بالملبش والخلي
ما يغركوش الحال لهو احنا لكم عبيد
دحنا نشوف الشيء وهو لسا بعيد
ونعرف الناس كلهم من عال ودون
ونميز العاقل ومن كان به جنون
ونعرف الصالح صحيح وأهل الريا
واللي عليه الخزي واللي فيه ضيا
وإن كان جبان يظهر لنا ولا بطل
والفل ريحته تبان من ريحة البصل
ونقشة الدينار من الزغل تبان
وجوهر السيف ينعرف من الطبان
والبدر ما يخفى إذا كان في السما
إلا على من كان في عينيه عمى
غلبون :
معلوم ومين زيك بيعرف كل شي
يحكي كده كل الكلام ما يختشي
عامل لنا عاقل قوي وشاطر كبير
والناس عندك كلها تطلع حمير
سلمان :
مش زي ما بتحكي أنا ما بدعيش
ولا بقول إني فهيم زيي مفيش
لكن غاية ما قريت في التجربة
أعرف بأهل الحق وأهل الذبذبة
وأعرف الدجال وأرباب العبر
حتى المسيح دا أعرفه إذا ظهر
وأكره على قلبي الريا ويا النفاق
لو كان مرة لأحلف عليها بالطلاق
مش فيه حديث وارد على من غشنا
إحنا بعون الله نعرف ديننا
هوا أنهو لحسن من يوري بالصلاح
والقلب منه منطوي على الطلاح
يبحث عن الدرهم ولو من مال يتيم
ويخش في المنصب ولو إنه بهيم
وإذا قدر على الشر حالا يفعله
وإذا رأى ريس عليه يستغفله
المكر عنده بالقفف ويا الخداع
مرة بمعروفه ومرة بالدراع
ويقول مقدر حكمة المولى عجب
ويكره الفضة ويكنز في الذهب
ولا رجل صالح حقيقي منكسر
وقت العبادة سد تلقاه مستتر
لا يفعل إلا الخير ولا يؤذي أحد
ولا له مظهر مع أولاد البلد
بينه وبين الله عمار يقربه
وأغلب الناس الأكابر تطلبه
فين الرجال الصالحين أهل الكرم
اللي تلاقي بيوتهم زي الحرم
فين ابن أدهم والغزالي والإمام
أهل التقى والمجد أصحاب المقام
وفين عمر عبد العزيز وابن العفيف
وفين أهل الحلم والعلم الشريف
إن كان ضعيف يقصد حماهم ينصروه
أو يخطروا في بيت مظلم نوروه
والزهد في الدنيا لهم ديدن ودين
ما يعرفوش الأبهة إلا في اليقين
بلغوا بكتر الحلم والعلم الشرف
وفضلوا لبس الخشونة على الترف
لا يطلبوا بالجاه أذية للعباد
وربنا بالخير لمحسوبهم أراد
يرضوا من المأكل بما فيه الكفاف
وإن جتهم الدنيا يوروها العفاف
لا يطردوا المذنب ولا يتحكموا
إلا أموره للإله يسلموا
آدي الصلاح للي يريد ولا بلاش
واللي يكون تقليد ظاهر فهو لاش
فين دول وفين شيخك بقى يا صاحبي
ما تجبش سيرته بس وحياة النبي
غلبون :
خلص كلامك ... ... ... ...
سلمان : ... ... ما بقي عندي كلام
غلبون (وهو رايح) :
من غير مؤاخذة ... ... ... ...
سلمان : ... ... ... بس خد كلمة قوام
إنت عطيت أحمد نبيه قول في النسب
بالله ما تغدر عليه من غير سبب
غلبون :
طيب ... ... ... ... ...
سلمان : ... وبعد الوعد مش عقد النكاح؟
غلبون :
صحيح ... ... ... ... ...
سلمان : ... وليه مؤخره والوقت راح؟
غلبون :
معرفش أنا ... ... ... ...
سلمان : ... ... ما فيه مقاصد تانية؟
غلبون :
دا مش كلام ... ... ... ...
سلمان : ... ... ... يمكن دي دنيا فانية
ولا يكون واحد نقل لك عن حديت
أخلفت قولك في الزواج ولا نسيت
غلبون :
يمكن ... ... ... ... ... ...
سلمان : ... إذا كان في كلام ما تبينه
دا واد صغير لا بد نعرف نختنه
غلبون :
دا الوقت مش فاضي وعقلي في اشتغال
خليني أروح الوقت راح يا ابن الحلال
الفصل الثاني
المنظر الأول (غلبون ومريم)
غلبون :
يا بنت يا مريم ... ... ... ...
مريم : ... ... ... ... نعم ... ... ...
غلبون : ... ... ... ... ... يالله احضري
إلا معي كلمة فلا تتأخري
مريم (لغلبون وهو ينظر في أوده) :
عاوزش حاجة يا أبويه؟ ... ...
غلبون : ... ... ... ... لا بشوف
يكنش واحد يسمع القول أو يشوف
بقا اسمعي لما أقول لك على الخبر
إنتي بعون الله مطيعة من الصغر
وانتي أعز الناس عندي كلهم
واللي أقول له لك أخاف أقول لهم
مريم :
والله أنا قلبي انجبر من ملفظك
الله يخليك لي كتير ويحفظك
غلبون :
أهو العشم فيكي وفي وجهك كده
محلى الكلام كله إذا كان زي ده
مريم :
معلوم أنا بطاعتي لك أفتخر
في وسط إخواتي بحبك أنشهر
غلبون :
معدن بقى إش يبلغك عن الإمام
مريم :
الشيخ أبو متلوف لطيف من غير كلام
المنظر الثاني (غلبون ومريم، وبيهانة تدخل بشويش وتقف ورا غلبون من غير ما يشوفها)
غلبون (لمريم) :
صحيح ولكني أراه لطيف قوي
ما شفت زيه قط راجل مستوي
خاطري أشوف لي يوم يكون قلبي انشرح
وأجوزك له بعد ما أعمل لك فرح
مريم :
خليه هو صالح ولا متقي
هوا أنا إجننت لما آخد فقي!
غلبون :
ليه والفقي ما له إذا كان زي ده؟
ما تستحيش يا بنت تحكي لي كده؟
أنا نويت أناسبه من غير كلام
وانتي عليكي تسمعي القول والسلام (ثم يلتفت وراه يشوف بيهانة، فيقول):
وانتي كمان إش وصلك تجي هنا؟
وشغلك إيه لما تخشي بيننا؟
بيهانة :
أنا بلغني الشر برا عن خبر
بقا يشكشك جتتي زي الإبر
قالوا عليك بدك تناسب لك فقي!
غلبون :
وانتي إذا سمعتيه ليه ما تصدقي؟
بيهانة :
لا هو أنا اجننت أصدق دا الكلام؟
لما تجوزها فقي ولا إمام!
غلبون :
عاود تشوفي إن كان غلط ولا صحيح
بيهانة :
إن كنت بتهزر أهو برده مليح
غلبون :
دغري أنا ناوي مصمم على الجواز
للشيخ أبو متلوف وحضرت الجهاز
بيهانة :
يا بنت دا كله هزار ما تزعلي
نانا بلا متلوف بلا الأسطى علي
غلبون :
بعدين أنا أزعل قوامك وانحمق
بيهانة :
بدم أنا مالي بخاطرك انفلق
دنا بقول عاقل ودقنك هلشت
حتى ملت وشك قوام وفنشت
وبعدها تعمل عمايل المجانين!
أقول لمين في عرضكم وأحكي لمين؟
غلبون :
كمان بتشخطي عليا وتنطري
بقا على دا أمال تقولي وتقدري
بيهانة :
لو كنت تحكي بس من غير الزعل
إلا انت زي الزيت في النار اشتعل
هوا انت مستغني على بنتك كدا
لما تجوزها لراجل زي ده؟
ولا انكرشنا اليوم على شان النسب
لما تميل بختها من غير سبب؟
وتلطم أولادك على راجل قذر
عمره على مصروف ليله إن قدر
غلبون :
أيوه اسكتي نانا وما له إن كان فقير؟
برده حبيب الله وصاحب خير كتير
نفسه شريفة اتنزهت عن الغنا
يعرف بأن المال مصيره للفنا
ترك ورا ظهره الدراهم والمتاع
لما رآها بوش من غير انتفاع
وبحسن طبعه مال لعيش الآخرة
والحق بيده هي المعيشة الفاخرة
لكن بأموالي أعينه على الجواز
وأحط عنه المهر وأعمل له الجهاز
حتى تنور صوفته بين العمد
ويفوق على الأمرا وأعيان البلد
بيهانة :
إن كان كده رأيه عليه اللي نوى
دي الفخفخة والزهد ما يمشوا سوا
ومنين يحب النسك ويريد العفاف
ويكتر الألوان بعد الأكل حاف
دا الصالح اللي بالقليل منها اقتنع
لا ينتظر للكبر يوم ولا الطمع
طيب رضينا بالكلام اللي مضى
إنه إمام وعصايته مفضضة
لكن تقول إيه بس في وشه القبيح؟
دي رؤيته في البطن تمغص زي ريح
ولحيته من النشوق ملبدة
فيها حليمة فارشة وممددة
تجوزه مريم ولا تخشى ملام
والله ما يشوفها ولو كان في المنام
دي البنت إن كان العريس وحش قوي
من ليلة الدخلة قوامك تلتوي
وإن كان أبوها قط ما يحسب حساب
تدوقه دي البنت أنواع العذاب
وتشوف لها واحد مساوي تعشقه
وتكره الجوز القبيح وتطلقه
غلبون :
بقا على دا نفض حكم الأبهات
ونمتثل ديما لأحكام البنات
بيهانة :
أنا كلام الحق ما أقدرش أكتمه
واللي أحبه بالنصيحة أخدمه
غلبون (لمريم) :
ما تسمعيش يا بنت منها دا الحديت
كله على رأيي أنا ما دام رضيت
صحيح كنت أعطيت قول لأحمد نبيه
ورضيت زمان فات بأن تجوزيه
لكن بلغني بعد مدة قصته
لما أبوه مات راح وضيع حصته
ولا دخل جامع وصلى فيه دوم
إلا قتيل السرمحة في كل يوم
بيهانة :
كتر الصلا مع الريا ما تعجبك
هو الدهان على الوبر يغر بك
غلبون (لبيهانة) :
بس اسكتي ووفري نصايحك
الله يبري ذمتك ويسامحك
غلبون (لبنته) :
وانتي اسمعي يا مريم اللي قلت لك
دا الشيخ متلوف في الجواز يصح لك
بكرة تشوفي الخير كله والعدل
وتبلغي من الجوازة دي الأمل
وتغنمي كل الحظوظ ويا السرور
ونقول عقبال البكاري والطهور
بيهانة :
يوه بس بعد الشر وإن شا الله العده
خد دا العريس في وسط طربة مدده
غلبون (لبيهانة) :
فضك بقى نانا كلام ونقورة
وانتي إش يخصك بس في دا يا مرة
بيهانة :
ما ليش دعوة بس أنا قلبي معك
أحب أقول على الشيء اللي ينفعك
غلبون :
يا مسلمة أنا في عرضك تسكتي
بدك تقولي جد ولا تنكتي
بيهانة :
يبقى كفرت اللي بقول لك على الصحيح؟
غلبون :
أيوه كفرتي بالنبي وبالمسيح
بيهانة :
والله لحكي غصب عنك وأكسفك
وأقول عليك عند النسا وأوصفك
غلبون :
يا ناس حقا بس ... ... ... ... ...
بيهانة : ... ... ... ... ما أقدر على السكوت
تني أقول لك وأنصحك حتى أموت
تعمل صليح وتنحمق ما ينطليش
دا الصبر خير يا مسلمين زيه مفيش
غلبون :
صبري فرغ بس اسكتي أمرك عجب
بيهانة :
سكت احكي انت واديني قلت هب
غلبون (لبنته) :
اتفكري في اللي حكيته
بيهانة (لوحدها) :
واتركي هوا الكلام ده يا ندامة ينحكي
غلبون (لبنته) :
دا الشيخ متلوف الفقي راجل فضيل
بيهانة (لوحدها) :
لكن بس منخاره طويل
غلبون (يلتفت لبيهانة ويصلب إيديه ويخليها تحكي) :
لو كنت من مريم وأهلي اتحكموا
وجوزوني غصب لما صمموا
لأعمل لجوزي في الصباحية قرون
وآخد بتاري بس واللي يكون يكون
غلبون (لبيهانة) :
بقا كلامي كلته راح في الهوا
بيهانة :
إن كنت أتحدت بقى جتني أوا
غلبون :
يبقى الكلام اللي سمعته مش كلام
بيهانة :
بحكي معا روحي إنت ما لك يا سلام
غلبون (لوحده) :
لا بد لي دي الفاجرة من ضربها
وأشغل اللككيم وأكسر ضبها (ثم يقف وقوف الذي يريد يضرب، وكلما يحكي مع بنته ينظر لبيهانة واقفة من غير كلام.)
غلبون (مع بنته مريم) :
قولي على رأيك بقى كيف العمل؟
هوا الكلام دا الوقت في عقلك دخل؟
غلبون (لبيهانة) :
وانتي خرصتي ليه؟ ما تتحدتي
بيهانة :
أنا كل ما أتحدت تقول لي اسكتي!
غلبون :
قولي على رأيك ... ... ...
بيهانة : ... ... ... أنا ما أقبله
غلبون :
دا شيخنا متلوف ... ...
بيهانة : ... ... ... ضربة تتلتله
غلبون (لمريم) :
آخر الكلام يا بنت اصغي للمقال
أنا عليا الأمر وانتي الامتثال
بيهانة (وهي هاربة) :
يا بنت قولة الهلس دا اللي تسمعيه
من ودنك التانية قوامك طلعيه (غلبون يجري يضرب بيهانة بالكف ما يحصلهاش، فيقول لمريم):
القطعة النكبة منين دي جت معك
في كل ما تمشي تجي وتتبعك
فرهدت منها والفؤاد مني انفطر
تحفض كلام وترخ فيه زي المطر
روحي بقى الله يلعن الطبع القبيح
أنا تعبت اليوم وبدي أستريح
المنظر الثالث (مريم وبيهانة)
بيهانة :
هوا انت واصل ما بقاش معك كلام؟
تسيبيني أحكي لوحدي يا سلام
ويصح منك تتركي العالم تقول
ويلزموكي بالجواز من غير أصول؟
مريم :
ما هو أبويه كنت أقول له إيه بقا؟
بيهانة :
كنت اطلعي له بالعجل بمعلقة
مريم :
وكنت أحكي له وأقول له بس إيه؟
حكم عليا ومين كان يحكم عليه؟
بيهانة :
قولي المحبة مش بقلب الغير تكون
وإن هان نبيه على الناس عليا ما يهون
واللي يحب الشيء لنفسه يطلبه
واللي بيخطب ياخد اللي يعجبه
وإن كان يحب الشيخ قوي ويعززه
يقوم يالله يخطبه ويجوزه
مريم :
لكن أبويا له عليا ما يريد
ما أقدرش أنقص في الكلام ولا أزيد
بيهانة :
طيب عرفنا والجدع أحمد نبيه
إنتي تحبيه جد ولا تكرهيه
مريم :
كمان عندك شك في حبي معه
واللي دخل في القلب مين يطلعه
لما انتي عارفة كل شي ليه تسألي؟
هوا خلي البال زي المبتلي؟
بيهانة :
اللي أعرفه منك كلامك بالحنك
أعرفش قلبك يا ترى فيه انشبك؟
مريم :
الشك في حبي غلط منك كبير
دا القلب لما ينذكر أحمد يطير
بيهانة :
يبقى صحيح أمال ... ...
مريم : ... ... ... أحبه وأعشقه
بيهانة :
لاخر كمان اسمك كتير يشوقه
مريم :
يبقى ... ... ... ... ...
بيهانة : ... وقعتوا الكل في شرك الهوى
أهو الجواز من شأنكم ... ...
مريم : ... ... ... ... يحكم دوا
بيهانة :
وليه بتخلي الفقي ده يطلبك؟
هي عدمت الجدعان لما يخطبك؟
مريم :
إذا غصبني على الجواز ده والدي
الموت أحسن لي ولا أخد الردي
بيهانة :
وتموتي روحك وليه؟ يا دهوتي
ومين يطيق منك كدا تتحدتي؟
مريم :
أشكي لمين أمال ولما انتي كمان
عاملة على عندي بقى انتي والزمان
بيهانة :
وأنا أعمل إيه لما أبوكي كلمك
حدش ربط بقك ولا كممك
مريم :
كان الحيا باني عليا ألف سور
بيهانة :
واجب على العاشق يكون قلبه جسور
مريم :
من شان كده أنا قلت دا أحمد يشتغل
وقلت أبويا ينتخي له ويمتثل
بيهانة :
هوا أبوكي تظهر النخوة عليه
والشيخ متلوف دا مربط له إيديه
أحمد نبيه ما له الجدع وش سبته؟
هوا أبوكي اللي رجع في كلمته
مريم :
وإن كان أبويا ما رضيشي وامتنع
أروح أنقي لي على كيفي جدع؟
وأفوت أهلي وأتبع فعل الجنون؟
وأترك الواجب عليا والقنون؟
بيهانة :
يبقى لكي في الشيخ متلوف دا هوى
إن كان كده اجوزوا بكرة سوا
لما انتي راضية به وليه بتنكري؟
واسم غيره فوق لسانك تذكري؟
دا الشيخ متلوف الفقي راجل كلاه
يقدر أبوكي يعيش له ساعة بلاه
حتى اشتهر أمره وشهدت له الرجال
بأنه انتهى له الأمر في هذا المجال
ولف شال أخضر علامة على الشرف
وقر سلطان الجمال له واعترف
حقا كمل حظك وربك أسعدك
إذا صبح بين الرجال دا سيدك
مريم :
موش الكلام ده اللي يقصر همتي
أنا جرى لي إيه كده تشمتي
بيهانة :
حقا عريس يشرح قوي جوز الهنا
إمتى أشوفكم ماشيين سوا هنا
مريم :
يكفي كلام موجع وبدل النقورة
ادبري في أمر ولا مشورة
واللي تقولي لي عليه أنا أفعله
بيهانة :
طاوعي أبوكي أحسن من اللي نعمله
بكرة يجيب لك قرد جعاصي عريس
ولا يجيب لك بربري اسمه دريس
يبقى يجي خاله وأخوه وعمته
وبنت أخوه وأخته وتحضر جدته
ويقعدوا يكركبوا لك في الحضير
وبعد أكل الدخن يتعشوا فطير
ويسفسفوا من النشوق ويزرقم
يبقى هناك الكم بلاطة يبرقم
مريم :
يا خلتي بيهانة كفى نانا عذاب
يبقى ما فيش إلا حكاية الشيخ هباب
القصد ساعديني قوام على الخلاص
بيهانة :
في خدمتك برضي ... ... ...
مريم : ... ... ... قوام أحسن خلاص
بيهانة :
تستاهلي كل العذاب دا في البدن
لا أحمد نبيه تجوزيه ولا حسن
مريم :
توبة في عرضك ... ... ...
بيهانة : ... ... ... دا الفقي يفقهنك
ويلغمطك من النشوق ويدهننك
مريم :
إن كان على بختي المشوم قلبك قسي
قولي خلاصك يا بهانة وقلسي
فوضت أمري للإله رب العباد
بالعدل والإحسان يفعل ما أراد (ومريم تريد تخرج زعلانة.)
بيهانة :
لما زعلتي من كلامي رقت أنا
يا ست مريم ارجعي برضك هنا
مريم :
أما حقيق إن جوزوني للإمام
لكنت أموت في ساعتي من غير كلام
بيهانة :
يكفي كلام من ده وقومي بالعجل
وقربي أحسن نبيه أهو دخل
المنظر الرابع (نبيه ومريم وبيهانة)
نبيه :
يا ست مريم في البلد شاع الخبر
لما سمعته قلت دا شيء معتبر
مريم :
إيش الخبر؟ ... ... ... ...
نبيه : ... ... قالوا ثبت والله مليح
على جوازك مع إمام البيت ...
مريم : ... ... ... ... ... صحيح
نبيه :
هوا أبوكي غير أقواله معي؟
مريم :
وعن جوازي بالفقي صار يدعي
نبيه :
وانتي مرادك إيه؟ ... ... ...
مريم : ... ... ... معرف إش يكون
نبيه :
ما تعرفيش إزاي؟ أما دا مجنون
مريم :
شوف انت رأيك إيه ... ... ...
نبيه : ... ... ... ... أنا رأيي كده
إنك قوام تجوزي بالشخص ده
مريم :
هو كل دا رأيك؟ ... ... ...
نبيه : ... ... ... ... نعم ... ...
مريم : ... ... ... ... ... فيشي كلام
نبيه :
ما فيش أحسن لك من الشيخ الإمام
مريم :
طيب عرفنا أنك أمين عاقل نصوح
نبيه :
استعجلي له أصل لا وقتك يروح
مريم :
قوام كدا سلمت فيا يا نبيه؟
نبيه :
سلمت في اللي يعجبك وتعجبيه
مريم :
وأنا كمان سلمت حيث إنك رضيت
بيهانة (تروح في آخر التياترو وتقول) :
لما أشوف الحمد لله اللي جيت
نبيه :
والحب يبقى إيه إذا كان زي ده؟
مريم :
يكفي بقى بالله ما تحكيش كده
موش انت قايل لي على رأيك خديه؟
اليوم ما تتأخري واجوزيه؟
وأنا كمان خدته ولا أسفهك
الله يجازيني إذا كنت أكرهك
نبيه :
هوا انتي غرشي بالكلام تتحججي؟
من غير كلامي رايحة تزوجي
ما فيش لزوم تقربي وتبعدي
القصد كله بس إخلاف موعدي
مريم :
أما حكيت طيب ... ...
نبيه : ... ... ... وقلبك دلني
إنه نضيف خالي وعمره إن حبني
مريم :
يوه يا سلام تقدر كمان تدعي
نبيه :
هوا أنا مجنون وعقلي مش معي
عاود تشوفي إن كنت أنا أفضل بلاش
وإن كان فيه مجملات ولا ما بقاش
مريم :
الناس كتير لكن ركك على الرفق
والوفق فين مين بس عاشر واتفق
نبيه :
أنا صحيح مسكين وانتي تعلمي
بكرة تشوفي حالتي تتندمي
هلبت ما أعرف ست غيرك خيرة
لها على العشرة قريحة نيرة
ونعالج القلب الحزين ونطيبه
واللي خسرنا اليوم بكرة نكسبه
مريم :
ما يستحقش دي خسارة صغيرة
هلبت ما تسليك أدناها مرة
نبيه :
هلبت تدبر ولكن بس ليه
من كان يكرهني أنا أبكي عليه
وإن كنت أنا ما أقدرش واصل أهجره
هلبت أبين بعض همي وأظهره
دا الصاحب اللي في الوداد قلبه قسي
من بعد ما ينسى حبيبه يتنسي
مريم :
الطبع ده طبع الفتوة والكريم
نبيه :
معلوم واللي مش كده يبقى لئيم
إزاي ما يجرى وبدك ينحرق
قلبي عليكي كل يوم ويندعق
وانتي مع غيري ولا أنظر لي جميل
غيرك يبل الشوق ويشفي للغليل
مريم :
لو كان على ما أحب أنا وأشتهي
إن العبارة دي تروح وتنتهي
نبيه :
هوا كده قصدك؟ ... ...
مريم : ... ... ... نعم ...
نبيه : ... ... ... ... وبتشتمي
طيب أديني رحت قومي اتنعمي (ويمشي خطوة للخروج.)
مريم :
راح أعمل إيه؟ ... ... ... ...
نبيه : ... ... ... بس افهمي إنك السبب
إذا حصل مني أمور توجب تعب
مريم :
فهمت ... ... ... ...
نبيه : ... واللي أفعله عنك رويت
مريم :
عني وأديني دمتك لخرة بريت
نبيه (وهو خارج) :
يكفي بقى لأعمل على ما تطلبيه
مريم :
مليح ... ... ... ... ...
نبيه : ... ولا عدتي تشوفي أحمد نبيه
مريم :
طيب سمعنا ... ... ...
نبيه (يرجع تاني ويقول) : ... ... هيه؟ ... ...
مريم : ... ... ... ومين بيندهك؟
إنت بتحلم ولا واحد توهك؟
نبيه :
فتك بعافية ... ... ...
مريم : ... ... ... وانت بالعافية كمان
بيهانة :
يا بنت يا مريم وده دا دا لجنان؟
دا أنا فتكم في دي الخناق وشبكته
وقلت لما أشوف كدا وإش آخرته
تعا يا نبيه (وتحوش نبيه من ذراعه) .
نبيه (يفلفص منها ويقول) :
أديني جيت وبس ما لك عاوزة إيه؟
بيهانة :
تعا هنا ... ... ... ... ...
نبيه : ... ... دا كرب ما أقدرشي عليه
بيهانة :
أقف بقا ... ... ... ...
نبيه : ... ... لا لا خلصنا والسلام
بيهانة :
أيوا أقف يا ابن الحلال واسمع كلام
مريم (لوحدها) :
حيث إنه مش طايق يقف ويبص لي
أنا أوسع له وأخليه ينجلي
بيهانة (تترك نبيه وتجري ورا مريم وتقول) :
طاهرت أنا عنبر وفرشح لي سعيد
قضيت أنا عمري بخدمة العبيد
إنتو إن عملتم إيش حبايب برضكم
تتخانقوا لكن ما تفتوش بعضكم (وتمسك الاثنين وتجرهم.)
نبيه (لبيهانة) :
إيش تطلبي مني؟ ... ... ...
مريم (لبيهانة) :
وما لك بس إيه؟ ... ... ...
بيهانة (للاثنين) :
عاوزة أصالحكم سوا والغم ليه؟
بيهانة (لنبيه) :
وانت خناقك ليه كمان يا هل ترى؟
نبيه :
هلبت ما سمعتي الكلام اللي جرى؟
بيهانة (لمريم) :
وانتي انحمقتي ليه وده دا دا الجنان؟
مريم :
هوا انتي ما شفتي عمايله دي كمان؟
بيهانة (لنبيه) :
أهو كلامكم هلس وحياة ربنا
برضه إن حصل ما نفتش أبدا بعضنا
بيهانة (لمريم) :
وانتي بقى فضي العناد بلا صغرنة
سمعتم الجيران دي اللي جنبنا
أهو نبيه برضه يحبك دا الجدع
بس انتي دايما تقدري على البدع
مريم (لنبيه) :
هوا مش انت قلت روحي اجوزي؟
نبيه :
وأعمل إيه لما حكمتي بالذي؟
بيهانة (لنبيه) :
غرشي جنان هات يا نبيه إيدك هنا (ولمريم)
وانتي كمان إيدك قوام يا ستنا (يعطوا أياديهم لها وتقول):
إنتو إن عملتوا ما عملتوا برضكم
غصبا عن العذال تحبوا بعضكم (نبيه ومريم يفضلوا ماسكين أيادي بعض.)
بيهانة :
والله إن سمعتوا الحق مني واليقين
دول أغلب العشاق كلك مجانين
نبيه (لمريم) :
هوا انتي لخرة مش عليكي الحق لي؟
ليه تحدفي الكلمة كدا ما تسألي؟
مريم :
ما هو شي منك كل دا يا ابن الحلال
رايحين نقضي عمرنا في قيل وقال
نبيه :
يكفي عتاب نانا وخلينا نقوم
ننظر لنا حيلة على الخبر المشوم
مريم :
من حق يا خالتي بهانة ادبري
في رأي ينفعنا ولا تتأخري
بيهانة (لمريم) :
شوفي أما أقول لك دا الكلام بالمفتشر
وأوعي تخلي حد بيننا ينحشر
أما أبوكي إن كان يدردش اسمعيه
وإن كان يقول لك بس حاجة طاوعيه
وأوعي إذا قال لك كلام تتوقفي
ولا تردي في السؤال وتعجرفي
لجلن إذا جدت أمور توجب زعل
يرق قلبه لك ولو كان انفعل
وبعدها لما يجي كتب الكتاب
ابقي ادخلي له في الحجج من ألف باب
قولي أنا راسي عليا دايخة
ولا النهار دا بس روحي سايخة
وبعض ساعات بالجنان اتحججي
وابقي ادخلي ساعة وساعة اخرجي
وكسري لك كم مراية بالقدوم
وجرحي روحك وقطعي الهدوم
وإن حد جاب لك سيرة اللي تخطبيه
قولي أنا ما أخدش إلا أحمد نبيه
لكن أنفع ما يكون لك في الدوا
إوعي يشوفوكي مع أحمد سوا
بيهانة (لأحمد) :
وانت عليك تخرج قوام وتجتهد
وتجيب سياق من ناس عليهم تعتمد
بيهانة (لمريم) :
وأنا عليا ما أحيل عليه أخوه
ويا حماته وأقصد اللي يعرفوه
يالله بقا ... ... ...
نبيه (لمريم) : ... ... لكن عليكي المعتمد
إنتي ولا لي حد غيرك في البلد
مريم (لنبيه) :
ما أقدرش أضمن لك أبويا دا سفيه
قصر الكلام ما أخدش إلا أحمد نبيه
نبيه :
دا الوقت قلبي ارتاح من كتر العنا
واستبشر القلب الحزين دا بالهنا
بيهانة :
يالله اخرجوا أحسن بقينا في العشه
دي أكتر العشاق تحب الدردشة
نبيه (يرجع تاني ويقول) :
بعدين بقا؟ ... ... ... ...
بيهانة : ... ... يا سي نبيه غلبتنا
إنتي اخرجي من هون وانت من هنا (وتدفع كلا منهم من كتفه وتخرجهم من الباب.)
الفصل الثالث
المنظر الأول (سامي وبيهانة)
سامي :
والله لو يرعى جميع جسمي الحريق
وأكون طريد البيت وأشحت في الطريق
لا بد في دا اليوم لأتخانق معه
وأوريه بس إن كان أبويا ينفعه
بيهانة :
يو الشر برا روق لنفسك يا صبي
غرشي أبوك قال بس كلمة والنبي
هو كل ما ينقال حالا يفعلوه
من حي ما قالوا كلام وبطلوه
سامي :
والله دا الخنزير دا لأفرجه
وأطرده من بيتنا وأخرجه
بيهانة :
بشويش على مهلك وراعي خاطر أبوك
أحسن رفاقتك للحماقة ينسبوك
دي مراة أبوك دي من زماني ناوية
توقع الراجل الفقي في داهية
وهو لها طايع وتعرف تختنه
وكلما قالت كلام يستحسنه
وإياك على الله بس يبلغها الخبر
وتجس نبضه بالكلام المعتبر
وتنكته عن الجواز وتنزله
يمكن وتلعن له أبوه وترذله
أهو صبيه قال عليه انه طلع
وراح يصلي لما أشوف إن كان رجع
اخرج بقى انت من هنا لما أشوف
سامي :
ما أخرجش أنا حتى يجي هذا الخروف
وأسمع كلامكم كلته وأرسى عليه
هو أنا رايح أقول له بس إيه؟
بيهانة :
لا اخرج انت قلت لك ... ... ...
سامي : ... ... ... ... ... ما أحكيش معه
بيهانة :
بس اخرج انت والخبر بكرة اسمعه
إنت قوامك تتحمق من قلها
وتخسر الدعوى علينا كلها
سامي :
ما قلت لك ما أزعلش أنا ولا انحمقش
بيهانة :
اسكت أهوا جي يالله روح امش (سامي يستخبا في أودة في آخر التياترو.)
المنظر الثاني
الشيخ متلوف (يتكلم بصوت عالي مع خدامه ويقول) :
عمران هات المشط ويا المحفضة
أحسن يفوت العصر ونصليه قضه
وإن حد جا يسأل عليا قل ذهب
وخد الفلوس اللي معاه فضة وذهب
وراح يفرق نصفهم على المذنبين
والنصف الآخر على الضعاف والمعدمين
بيهانة (لوحدها) :
هو صاحب الخيرات يزعق بالنفير
دا اللي يشوفه يقول عليه إنه غفير
متلوف (يشوف بيهانة يقول) :
إيش تطلبي؟ ... ... ... ...
بيهانة : ... ... بدي أقول لك كلمتين
وأروح لحالي هو أنا لي شغلتين
متلوف (يطلع منديل من جيبه ويقول) :
يالله خدي المنديل قبلن تنطقي
وأوعي عليا بالكلام تسبقي
بيهانة :
طيب وليه؟ ... ... ...
متلوف : ... ... لجلن تغطي صدركي
أحسن كدا ما أقدرش أنا أنظر لكي
ما تعرفيش إن النظر لكم حرام؟
يوجب على الأستاذ حطه في المقام
بيهانة :
يبقى اللي زيك يخدعه لحم النسا
ما يكلموكش إلا وهما في الكسا
ما كنت أعرف فيك حرارة زايدة
أنا كمان داتر ولا أنفعش لكده
والله إن تكون عريان كلك ما أشتهيك
ولا تميل نفسي لشعرة بس فيك
متلوف :
ما تخرجيش في الكلام عن الأدب
أحسن أروح وأخرج على شان دا السبب
بيهانة :
ما حد خارج إلا أنا بس استمع
لي كلمتين هلبت منهم تنتفع
ستي تريد تدخل معك في السندرة
تحكي معك كلمة تريد يا هل تره؟
متلوف :
أمال من دمعي ... ... ...
بيهانة (لوحدها) : ... ... ... أهو الشيخ انهبل
والله كلامي فيه أهو صادف محل
متلوف :
هيا تجي حالا ... ... ...
بيهانة : ... ... ... قوام زي الهوا
أهي جت ودين رايحة وخليتكم سوا
المنظر الثالث (أنيسة ومتلوف)
متلوف :
يا رب من عدلك ولطفك والكرم
تنعم عليها بالعوافي والنعم
واسمح لها بالعفو واتلطف بها
على قد ما قلبي الشجي يحبها
أنيسة :
محلى كلام الشيخ لما يدعي
لكن هات كرسي وتعال اقعد معي
متلوف (يجلس ويقول) :
إزي دي الصحة اللطيفة اتعدلت؟
أنيسة :
الخستكة راحت قوام واتبدلت
متلوف :
هوا الدعا كان إيه لما يستجاب
وينزل البدر التمام من السحاب
يا ستنا الحمد لله العظيم
اللي مزاجك معتدل وصاغ سليم
أنيسة :
أتعبت روحك ... ... ... ...
متلوف : ... ... كيف ومن شان صحتك
أجود بروحي أو بعرضي وأنهتك
أنيسة :
حقيقة دا اللطف والقول الفصيح
يدلني على إن إسلامك صحيح
متلوف :
يا ست روحي كل معروف ينعمل
في جنب معروفك دا عمره إن كمل
أنيسة :
لكن أنا كان مقصدي ساعة أجيك
نحكي سوا لوحدنا من غير شريك
متلوف :
لله ما أحلى وأهنا الاجتماع
مع بعضنا من بعد طول الامتناع
ياما طلبت إن الفرص لي يوم تلوح
وكلما أزيد الطلب فيها تروح
أنيسة :
لكن أنا بدي تقول لي على الصحيح
وأستمع منك كلام خالص فصيح (سامي يفتح باب المحل لأجل يسمع طيب.)
متلوف :
وأنا كمان اللي بقلبي أظهره
وأكشف لك أسراري وما كنت أستره
وأحلف بديني إن الكلام اللي طلع
مني عليكي وأغلب الجيران سمع
كله من الغيرة على هذا الجمال
وحق رب صورك زي الغزال
أنيسة :
وأنا كمان كدا فهمت اللي حصل
والله يا سي الشيخ معروفك وصل (متلوف يمسك يدها ويتكي قوي على صوابعها.)
أنيسة :
آه أف يا سي الشيخ ليه تقرص كده؟
متلوف :
يا ست أنا غيرتي عليكي زايدة
وكمان رضاكي فيه لي غاية المنى (ويحط إيده على فخدها.)
أنيسة :
طيب وإيدك دي بتعمل إيه هنا؟
متلوف :
أنا بشوف اللبس دا ناعم كتير
أنيسة :
ما تحطش إيدك دي هنا أحسن بغير (وتبعد كرسيها عنه وهو يقرب.)
متلوف (يمد إيده على زرار صدرها ويقول) :
أما الزرار دا صنعته صنعة عجب
أحسن من الفضة وأحسن من الدهب
أنيسة :
من حق قول لي هو أبو سامي غدر؟
على نبيه في القول؟ احكي لي الخبر
وقال مريم رايحين يجوزوك
بها فأخبرني كمان وحياة أبوك
متلوف :
دا كان حكي لي كلمتين في دا القبيل
وعرفت إن الماء ما يشفي الغليل
دا القلب مشغوف في محاسن تانية
عن الأطالس والملابس غانية
أنيسة :
أظن قصدك في السما مش في البشر
متلوف :
لا هو أنا مخلوق لوحدي من حجر
أنيسة :
معنى الكلام إن الرجال الفاخرة
زيك يهيموا في نعيم الآخرة
متلوف :
إن كان نعيم الآخرة محبوب لنا
برض الجمال الدنيوي يلذنا
وننبسط من رؤية الخد الأسيل
وما خلق ربي من الصنع الجميل
من حي ما صور محاسن متلكي
والكل ما يسووا قلامة ضفركي
على الخصوص يا ستنا صنعه ظهر
في وجهك اللي طلعته زي القمر
مين علمه خطف البصر في وهجته
حتى سبا كل العقول ببهجته
والله ما حققت وجهك كالهلال
إلا أقول سبحان من خلق الجمال
وأحس إن القلب راح ينشق له
إكمن ربي بالمحاسن كمله
وكنت خايف لا تكون دي وسوسة
أو نزغة الشيطان ولا أبلسة
حتى نويت من ناظريكي أحتجب
لا تلعب الأشواق بعقلي وأنغلب
لكن ظهر لي يا مليحة بالخلاف
إني إذا حبيت مثلك ما أخاف
وقلت بالعفة أداري والتقا
وتركت قلبي في الهوى يرتع بقا
وأعترف يا ست كل الاعتراف
إني مجازف في سؤال كله خلاف
لكن من لطفك ومن حسن الصنيع
أن ترحمي ضعفي أنا العبد المطيع
فالخير منك والعشم فيكي يكون
وأغلب الحركة بيدك والسكون
والأمر أمرك فابعدي أو قربي
والحكم حكمك فارحمي أو عذبي
أنيسة :
القول دا لا شك قول العاشقين
ويصح دا من ناس زيك متقين؟
دا كان من الواجب عليك تتكتمه
وتجيب لقلبك دا لجام وتلجمه
إنت فقي صالح ولك اسم اشتهر
متلوف :
وإن كنت أنا صالح منيش برضي بشر؟
من كان ينظر دي المحاسن والجمال
يجود بروحه في الهوى من غير سؤال
وإن كنت من هذا الجواب تستغربي
يا ست أنا لا أنا ملك ولا نبي
وإن كنت أنا أذنبت في هذا الطلب
خدك وعينيكي أهم دول السبب
ما شفت مرة الردف والطرف الكحيل
والخصر إلا صرت أنا زيه نحيل
واللحظ نبله ما هجم في منظره
إلا هزم قلبي وشتت عسكره
ولا احترم نسكي ولا دمعي ولا
تهجدي ولا الصيام ولا الصلا
وكم بدمعي مع زفيري أعلمك
وأدين أتيت اليوم بفمي أفهمك
فإن نظرتيني بعين المرحمة
أكون لكي العبد الفقير ابن الأمة
وإن جبرتي خاطري برأفتك
ولا بنقطة من سكاكر شفتك
أزيد عفة في هواكي مع صلاح
وأطير في التوحيد بكي من غير جناح
وأنا وأمثالي الأفاضل يكتموا
لسرار ولا يوم بالوصال يتكلموا
واللي يكون مشهور في الناس زينه
يثبت لمحبوبه الأمان بالبينة
والحلو يعرف ينبسط من غير خلاف
معنا ولا يوم ينهتك ولا يخاف
أنيسة :
سمعت يا سي الشيخ كلامك دا الفصيح
واللي حكيته يا حبيبي بالصحيح
لكن ما تخافشي وتتجاسر كده
بلكي أنا أحكي لجوزي كل ده
هوا إن سمع دا الوقت مش يغضب عليك
ويزول النعمة العظيمة من إديك
متلوف :
يا ست لولا الحلم منك ما حكيت
ولا شرحتش حالتي ولا شكيت
والمغفرة تمحو الذنوب من زلتي
لولا غرامي ما بدت لك علتي
حزتي جمال يجرح فؤاد اللي نظر
وأنا منيش أعمى ولا جسمي حجر
أنيسة :
لو كان غيري كان زعل يا شيخ عليك
إلا أنا بالحلم قصدي أحسن إليك
ولا أجيب سيرة لجوزي يا فقيه
بس انت فوت مريم إلى أحمد نبيه
ولا تعاكسهم ولا تقصد شكل
ولا تقول دا فلان خرج ولا دخل
واترك فعال المكر ويا البسبسة
وامشي عدل في البيت وخلي الأبلسة
المنظر الرابع (أنيسة وسامي ومتلوف)
سامي (يخرج من الأودة التي كان بها ويقول) :
لا والنبي لحكي الكلام بالمفتشي
أنا كنت حاضركم وسامع كل شي
الحمد لله الذي جابني هنا
على شان فضيحة الندل دا ابن الزنا
لاوريه مقامه والنفاق والكبر ليه
وأخلي كل الناس تتفرج عليه
وأقول لبويا على الكلام اللي حكاه
وإزاي مهيصته هنا وقلة حياه
أنيسة :
يكفاه يا سامي أهو اتندم وتاب
ولا بقا يذكر وصال ولا عتاب
متجبش سيرة لحد يا سامي بقا
دا العرض ما يحمل كلام ولقلقة
يا ما النسا من الكلام دا ينضروا
ولا يقولوه للرجال يتكدروا
سامي :
إنتي كده رأيك بقى امشي عليه
وأنا كمان لي رأي معملبوش ليه؟
العفو عن واحد لئيم مثله قبيح
صاحب فتن والله ما هو شيء مليح
خاتن أبويا بالدواهي من زمان
ومنفره مني ومن نبيه كمان
لا بد ما أعلم أبويا وأخبره
باللي جرى وأفطنه وأنوره
والحمد لله الأمور من نفسها
بانت ورب العرش أسعفنا بها
دا اللي تبان له في عدوينه الفرص
ولا يتممهاش يبلى بالغصص
أنيسة :
يا واد يا سامي ... ... ...
سامي : ... ... ... ... أنا عقلي خرج
لما يجي أبويا هنا فيها فرج
يبقى على شانك أفوت تاري معه
حفضت كل اللي جرى لأسمعه
من غير ما أسعى هنا ولا هنا
أهو أبويا جا بنفسه لحدنا
المنظر الخامس (غلبون وأنيسة وسامي ومتلوف)
سامي :
يابا استمع قصة جرت لكن عجب
تحير القاري لها واللي كتب
الشيخ دا اللي طول عمرك تكرمه
وتمدنه في بيتنا وتقدمه
ما خلصوش يجزيك على طول عشرتك
إلا يخون عرضك ويهتك حرمتك
وأنا كبسته اليوم وهو قاعد يقول
لستنا أقوال تحير فيها العقول
بالمفتشر منها طلب فعل الحرام
والاسم شيخ البيت وعامل فيه إمام
وهي كمان سكتت عليه ودمدمت
ولا شكت منه ولا اتكلمت
لكن أنا مرضتش أغشك وأغدرك
إلا حلفت اليوم لازم أخبرك
أنيسة :
كدا حصل لكن سكوتي له سبب
أنا خفت لا تغضب ويؤذيك الغضب
دي الفاجرة إن هللت أهي برضها
والعاقلة الحرة اللي تحمي عرضها
لو كنت أنا أحكم عليك في البيت ده
ما كنت يا سامي تجرسنا كده
المنظر السادس (غلبون وسامي ومتلوف)
غلبون :
يا هل ترى يا ناس هذا القول صحيح؟
متلوف :
دغري أنا من دونكم راجل قبيح
مذنب وعاصي محتقر كذاب كمان
ظالم حرامي وابن نوري من زمان
من سوء أفعالي رماني ربنا
وخصني بالمقت والتعذيب هنا
لو تنسبوا كل الكباير لي أقول
إني فلاتي مرتكب ناقص جهول
أستاهل التعزير منكم والغضب
والضرب بالبراطيش في جمعة رجب
ولا اطردوني واعملوا فيا العبر
وقطعوا من جتتي هبر هبر
غلبون (لابنه) :
والله يا ملعون كله إفتره
منك على المسكين دا ومسخرة
سامي :
يبقى تغرك دي الفعايل والدمن
غلبون :
يعني انت يا خنزير عندي مؤتمن؟
متلوف :
خليه يقول اللي يقوله والسلام
ولجل خاطري صدقه في دا الكلام
وليه كده تكدبه وتيجي معي
تنك تبريني من اللي يدعي
هوا انت عارف إن كنت أنا راجل بري؟
ولا صحيح راجل قبيح ومفتري؟
أقول لك الدغري ولا تنغش بي
أنا خبيث وأستاهل اللي حل بي
وإن كان جميع الناس يقولوا دا صليح
قولوا لهم غلطان وأنا برضي قبيح (ويوجه الكلام لسامي):
قول إنت يا بني عليا إني لئيم
عاصي حرامي مختلس ناقص بهيم
وكل شيء يعجبك في الذم قول
وخوض في عرضي ولا ترعى أصول
واجب عليا أخضع لكم وأمتثل
وأعفر خدودي بالتراب وأكتحل
غلبون (لمتلوف) :
العفو يا سي الشيخ. (ولابنه)
ليه تعمل كده؟
سامي :
يبقى كمان يضحك عليك بالهلس ده؟
غلبون (يقوم متلوف من على الأرض ويقول لابنه) :
اخرس بقول لك. (ولمتلوف)
قوم يا سي الشيخ بقه (ولابنه)
في كل يوم تطلع لنا بمعلقة
سامي :
لأفلق دماغه بس وحياة النبي
غلبون :
علشان ما انت ابني كدا استهترت بي
متلوف :
ليه يا أخي بالله قوامك تنحمق
هوا بإيده حق عني يتفق
عندي أنا تصبح عظامي مفصصة
أحسن ولا تهيب على ابنك بالعصه
غلبون (لابنه) :
آه يا خبيث ... ... ... ... ...
متلوف : ... ... ... سيبه أنا في عرض الرسول
أنا أبوس رجلك ولو فيها فضول (ويطاطي على رجله فيرفعه غلبون ويقول):
أستغفر الله ... ... ...
غلبون (لابنه) : ... ... شوف لفظه ...
سامي : ... ... ... ... فضنه
غلبون :
يا كلب ... ... ... ... ...
سامي : ... ... هوا إيه ... ... ...
غلبون : ... ... ... ... يا ابن الزنه
عرفت أنا أصل الخناقة والشكل
على شان مهو صالح وخالص في العمل
ولا يحب الخبص منكم يا كلاب
على شان كده بتوروه أنواع العذاب
وكلكم ديما عليه تتعصبوا
في كل يوم ألفين شرك له تنصبوا
لجلن أنا لآخر أصده وأزهده
وأغضب عليه من شانكم وأطرده
لكن بالعامد لحوشه وأحجزه
في بيتنا وأكرمه وأعززه
وأعطيه بنتي غصب عنكم كلكم
حتى يبات كيدكم كدا ف نحركم
سامي :
هوا انت إن جوزته بنتك تنصفه؟
غلبون :
معلوم وأعدل له مزاجه وأتحفه
والله بالعامد لشرف رتبته
وكلكم تيجوا تبوسوا ركبته
سامي :
إش وصله دا الكلب يبلغ دا المطال؟
غلبون :
ما تستحيش يا واد تذكر دا المقال؟ (ويقول لمتلوف):
شوف لي عصاية لما أقوم وأفرجه (ولابنه)
والكلب دا من منزلي لأخرجه
سامي :
أخرج وماله ... ... ...
غلبون : ... ... بالعجل اخرج قوام
لأحرمك من تركتي يا ابن الحرام
وأغضب عليك وأخرجك من عشرتي
حرام علي إن كنت من ذريتي
المنظر السابع (غلبون ومتلوف)
غلبون :
راجل من الصلاح زيك ينظلم
متلوف :
الصبر خير ما حد في الدنيا سلم
من حي ما قاسيت أنواع العذاب
لكن ما عنوش دا المؤمن مصاب
غلبون :
لا حول ولا قوة ... ...
متلوف : ... ... ... ... ودغري يا أخي
ديما بمعروفك معايا تنتخي
غلبون (يبكي ودموعه تنزل ويروح جهة الباب الذي يخرج منه ابنه ويقول) :
المرحمة على الخبيث دا بس ليه
يا ريت كسرت العصايا دي عليه (ويقول لمتلوف):
معلهش ما تزعلش يا سيد الجميع
متلوف :
إن كان على شاني أنا أخرج سريع
إياك يبطل دا الخناق ودا الزعل
وتنقضي الفتنة وينفض الشكل
غلبون :
ده دا الكلام دا؟ ... ... ... ...
متلوف : ... ... ... ... يا أخي وأعمل إيه؟
الحال دا مين كل يوم يقدر عليه؟
غلبون :
ومين يصدقهم ويسمع كدبهم
متلوف :
دول كلهم عصبة ومحناش قدهم
ما كل مرة تسلم الجرة ومين
يعمل ودانه طين ولا من عجين
هلبت من كتر الحديت والبسبسة
تسمع كلام من الرجال أو النسه
غلبون :
لا والنبي ما أسمع كلام ولو يكون
موتي عليه أو كنت أنصاب بالجنون
متلوف :
طيب خلصنا روق لنفسك واهتدي
وفضنا يكفي بقى من دا ودي
لكن مراتك ما بقيت أدخل لها
ولا بقيت أقرا ولا أكتب عندها
دا العرض ما يحمل بقى غير دا كلام
أنا نويت أروح لحالي والسلام
غلبون :
غصبن عن العنتيل تدخل عندها
وتكمل الختمة وتقعد جنبها
ولأجل ما أنفد عليهم كلمتي
ما ليش وريث غيرك أنا أديه تركتي
وهبت لك مالي وما ملكت يدي
وأجوزك بنتي لأنك مهتدي
وأدين فضلتك عليهم بالتمام
يا هل ترى قبلت مني دا الكلام؟
متلوف :
كله بأمر الله خلاف الظنون
أهو زي ما يريد ربنا حالا يكون
غلبون :
آمنت بالله وانت لآخر قم بنا
أكتب لك الحجة ونرجع برضنا
الفصل الرابع
المنظر الأول (سلمان ومتلوف)
سلمان :
الناس جميع صغيرهم مع الكبير
نازلين في حقك يقولوا كلام كتير
لكن أنا قصدي أقل لك كلمتين
وأفهمك مرة ولا مرتين
كل الكلام اللي يقولوه اتركه
دا الشر يظهر فيه للي يحركه
وإن كان سامي حكى وقال ما يعجبه
يكفاه بقا يا صاحبي ما حل به
برض المسامح لو يكون مظلوم كريم
مقبول عند الله وله الأجر العظيم
وإن كان أذنب برضهم يأدبوه
أحسن كتير ما ينطرد من بيت أبوه
والطرد من بين الأقارب شيء شنيع
يبقى عدو الأهل مكروه الجميع
والأحسن إنك مع أبوه تصالحه
وتترك اللي فات بقى وتسامحه
متلوف :
أما أنا كان خاطري أبري دمته
قلبي صفي خالص وراق من يمته
ولا بقاش عندي غليل أشفيه فيه
برضي أنا أستحمل أنا منيش فقيه
لكن حق الله عنده ما أتركوش
وإن كان يخش البيت دا أنا ما أدخلوش
أنا أعيش وياه بعد اللي جره؟
يسب عرضي بالكلام المسخرة؟
الناس تقول إيه إن بلغهم دا الخبر؟
حالا يقولوا الشيخ متلوف دا كفر
وإن كنت أعيش وياه الناس يفتنوا
ويقولوا بيمازجه على شان يختنه
سلمان :
أما جواباتك قوي ملونة
تقدر على الباطل تقيم البينة
حامل قوي هم الخلايق والعباد
هو الرب مش يفعل بنفسه ما أراد
اترك أمور الخلق للخالق وتوب
واغفر فإن الله غفار الذنوب
وابعد عن العالم وفوض أمرها
دا اللي خلقها سد متكفل بها
وانظر لفعل الخير وخلي اللقلقة
دا انت على العالم حضيرتك ضيقة
متلوف :
ما قلت لك يا شيخ إني مسامحه
وأنا بقلبي رايده ومصالحه
لكن بعد اللي حصل ما أعيش معاه
ربي أمرني أتركه وأعيش بلاه
سلمان :
وربنا قال لك تصدق قول أبوه
إن كان غلط في الرأي والناس كذبوه
خليه وهب لك كل ماله وتركته
يخلصك تحرم كدا ذريته
متلوف :
من كان يعرفني ولا بي سمع
ما يصدق إني في الترك صاحب طمع
ما بس يوم المال عمره سرني
إن كان كتير ولا قليل ما يغرني
وإن كان قبولي من أبوه فعل الهبة
دي بس عن حكمة عليكم غايبة
خايف يقع دا المال في أيدي العصاة
ويصرفوه في الفسق ولا على الغواة
أما أنا ما أصرفه إلا في الحلال
وبدال شرب الخمر أشرب ماء زلال
وأصرف على الفقرا وأعين الصالحين
وأقضي الحوايج كلها للمسلمين
سلمان :
إن كان كده خوفك على مال اليتيم
ليه تحرمه منه وانت مستقيم
خليه مع حقه وبس أنت اتركه
يبعزقه كيفه ولا يفرتكه
وإن فرتكه قبلن يقع ما بين يديك
أحسن إذا خدته وهو يدعي عليك
خلي أبوه قال كلمتين في حمقته
تروح معاه المحكمة وتورطه
في شرع مين دا اللي عليكم شرعه
يورثه ربه وانت تمنعه؟
وإن كان حرم سامي عليك وعشرته
ما تفوت له بيته وتترك تركته
ولا يشيع بين العمد وأهل البلد
إنه على شانك أبوه طرد الولد
متلوف :
يكفا بقى الوقت راح على الصلاة
لأجل ما أفرق كمان مال الزكاة
العفو سامحني أنا بدي أروح
أحسن تركت المحفضة فوق السطوح
المنظر الثاني (أنيسة ومريم وسلمان وبيهانة)
بيهانة (تقول لسلمان على مريم) :
سايقة عليك سيدي الحسن ويا الحسين
تحكي لبوها بس بكرة كلمتين
شافت العذاب والذل لآخر والندم
انظر لحالتها أهي صبحت عدم
وكلما اتفكرت في اللي جرى
تشقع وترقع خدها حتى انبرى
هيا تجي دا الوقت بس ادبروا
وفتشوا جوا الجراب ودوروا
إياك بحيله تفسدوا لنا دا العمل
ونحصل المقصود ونبلغ الأمل
المنظر الثالث (غلبون وأنيسة ومريم وسلمان وبيهانة)
غلبون :
الحمد لله اجتمعتم كلكم
يالله اسمعوا مني على اللي أقول لكم (ولمريم)
كتبت لك حجة اسمعيها واضحكي
محلى كلامها بس لما ينحكي (مريم تنزل على رجلين أبوها وتقول):
اشفق على ضعفي وذللي يا أبي
وارحم أنا سايقة عليك سيدنا النبي
واترك قنون الأب يوم وطاعته
وانظر لقلبك بس في حنيته
واسأل على حالي صبح حال العدم
وركن في قلبي من الهم انهدم
هوا انت غرشي للمصايب جبتني؟
يا ريت مخدت أمي ولا خلفتني
إن كان بدك كل قصدي تتلفه
وتحب تحرمني من اللي أألفه
أمرك مطاع ما أقدرش يوم أسفهه
بس انت اعفيني من اللي أكرهه
وإن كنت تجبرني أنا لخرة أنجبر
وأنط من الشباك يوم وأنجبر
غلبون (يقرب يحن قلبه، يقول) :
يا قلب اتقوى وخلي فيك جلد
أوعى تميل للبنت ولا للولد
مريم :
إن كان حنينك بس من شان الإمام
والله أنا ما يغمنيشي دا الكلام
إن شا الله تعطي له جميع ما تمتلك
وتعمله حتى وزير ولا ملك
الله يسامحك فيه ويبري دمتك
بس انت اعفيني واصرف همتك
غلبون :
والله مليح لما كدا تتهتتي
وتخرجي كل الخروج عن طاعتي
الراجل اللي تبغضيه وتكرهيه
أهو غصب عن عينك كدا تتجوزيه
دا عشق اللي جد بك ولا عيه
أو مسخرة يا بنت أو قلة حيه
اجوزي باللي أقول أنا عليه
أوعي تقولي مش كدا أو بس ليه
بيهانة :
ده دا الكلام دا ... ... ... ...
غلبون : ... ... ... ... يا مرة بس اخرسي
أوعي تقولي بم أو تتنفسي
سلمان :
لو كنت تقبل دي النصيحة كنت أقول
غلبون :
إنت كلامك شهد وحياة الرسول
قولك يوافق دائما للي أطلبه
لكن طبعي اللي أسمعه ما أعملش به
أنيسة :
إن كان على رأيي أنا أعرف أقول
لكن خايفة تسمعه من غير قبول
هوا النهار دا مش سمعت اللي جره؟
كدبتهم وعملت لك ميت شوشرة؟
غلبون :
إزاي ما أصدق ودا ابني أعرفه
يجيب كلام من غير أصول ويحدفه
والشيخ كان يحكي وانتي تسمعيه؟
إن كان عليه الذنب كنتي اقنعيه
إلا رأيتك واقفة ومسهتة
أبرد من المية بأيام الشته
لو كان حصل حاجة وأنسبها إليه
كان بان عليكي وقتها ولا عليه
أنيسة :
إن كان هو العاشق بنفسه يعترف
مش لازم المعشوق قوامك ينقرف
ما دام يرده بالتي أحسن وجب
لا يشتعل بالنار ولا يزداد غضب
أما أنا كل الكلام اللي أسمعه
أعرف قوام من غير غضب أوزعه
بالعقل أصون عرضي ولا أعمل تجرمة
ما حد يعمل شوشرة إلا المجرمة
عندك نسا إن حد قرب يمهم
يبقوا يلالوا بفمهم وبكمهم
ويخربشوا الجتة ولا يقطعوا
بأسنانهم ويقمصوا ويبرطعوا
لكن أعوذ بالله من يشبه لهم
إلا يكون مجنون وناقص زيهم
دا عرضنا ينصان بكلمة باردة
تقطع وتمنع في القلوب الجامدة
غلبون :
برضه كلام فارغ أنا ما أسمعوش
أنيسة :
أما عجايب دي عمايل ناس وحوش
يا هل ترى إن كنت أوريك بالعيان
تصدقه ولا تكدبني كمان؟
غلبون :
بالعين أشوف؟ ... ... ... ...
أنيسة : ... ... أيوه ... ... ...
غلبون : ... ... ... كلام ... ...
أنيسة : ... ... ... ... كلام صحيح
بس إن رضيت تسمع فؤادك يستريح
غلبون :
برضه كلام فارغ ... ... ...
أنيسة : ... ... ... وليه ما تحققه؟
يا تكذبه بعدين وإلا تصدقه
هو مش بعيد الحمد لله يمكنك
وأنا بحيلة أوصلك وأمكنك
لجلن تشوف شيخك وتسمع ما يقول
وتميز العالم صحيح من الجهول
غلبون :
والله أنا محتار يا ناس دا حرام
لأنه ما يمكنش ... ... ...
أنيسة : ... ... ... بس اسمع كلام
وإن كنت في غفلة مصيرك تنتبه
ويبان لك اللي في فعاله مشتبه
دا الوقت واحنا في المكان دا واقفين
يظهر لك إن كان كدب دا ولا يقين
غلبون :
طيب بقى ورينا هنا كيف تعملي؟
حتى يبان عندي الملبش والخلي
أنيسة (لبيهانة) :
روحي اندهي للشيخ ... ... ...
بيهانة : ... ... ... دا صاحب حيل
يفقس ملاعيبك ويسلك بالعجل
أنيسة (لبيهانة) :
برضه لمعشوقه قوامك ينخدع
من كتر ما به على المهالك يندفع (وتقول لسامي ومريم):
يالله بحيلة دخلوه وانتو ارحلوا
أوعوا علينا تفتحوا أو تدخلوا
المنظر الرابع (أنيسة وغلبون)
أنيسة :
قرب هنا الطاولة وادخل تحتها
وارخي عليها الستر واتحفظ بها
غلبون :
ليه بس؟ ... ... ... ...
أنيسة : ... ... أيو اسكت وخليني أشتغل
دا الوقت أنا أوريك هنا كيف العمل
بس أوعى تتنفس ولا تظهر لنا
أدنى إشارة تدلنا إنك هنا
غلبون :
لكن أنا خايف على الراجل يجي
ويروح وانتي بعدها تتحججي
أنيسة :
بس ادخل انت واستتر ما تفتكر
دا الوقت تسمع شيء عجيب ما ينذكر (غلبون يخش تحت الطاولة .)
أنيسة (تقول له) :
كل الكلام اللي أقوله وتسمعه
ما تخدش في بالك عليه وتنوعه
وبشرط أحكي كل شيء من غير ملام
لجلن تصدق قصة الشيخ الإمام
وألاطفه في القول وأتباسط معه
لأجل النفاق يظهر ويرفع برقعه
وأدهلزه وأوريك إنه يحبني
وأوعده بالوصل والعيش الهني
وأمشي معه حتى تبان لك سيرته
وتنكشف لك في الكلام سريرته
وانت عليك بعدين تحوشه وتخزمه
وتشوف لجام زي الحمار وتلجمه
أحسن إذا اتمكن من امراتك يخوض
ويتلف الدنيا ويفتك بالعروض
ولا إن عجب خليه لجلن تعتبر
وتمتحن كل الأمور وتختبر
وأدين نورتك وانت سيدي
يكفا بقى أحسن أهو جانا الردي
المنظر الخامس (متلوف وأنيسة، وغلبون تحت الطاولة)
متلوف :
من حق إنتي عاوزاني في كلام؟
أنيسة :
أيوه، معايا سر يا سيدنا الإمام
روح اقفل انت الباب وشوف حدش هنا
بدي أقول السر واحنا لوحدنا (متلوف يروح يقفل الباب ويرجع.)
أنيسة :
بقا أنا كلام زي اللي جره
ما لوش لزوم عندي وكله مسخرة
والواد سامي قال هنا كلام جنان
لولا حضوري كان حصل وكان وكان
وأنا حكيت اللي يبري دمتك
وانت كمان حكيت وبانت همتك
والحمد لله كل شي أسهل وزال
ولا بقالنا لا جواب ولا سؤال
وصار مقامك عند جوزي معتبر
ولا بقي للظن فيك أدنى أثر
دا الوقت أقدر أختلي وياك كتير
حيث ما بقا منكر هنا ولا نكير
وكمان أمرني كل يوم أجلس معك
وإن كنت في محلك أجي وأتبعك
ولا بقيت أخشى ملام ولا أهاب
لو ينقفل في اليوم علينا ألف باب
بقيت أقول لك على الصحيح وأصدقك
قلبي متيم فيك قوي ويعشقك
متلوف :
لكن من ساعة كلامك كان غير!
والآن بشوفه انقلب لكن خير!
أنيسة :
هوا امتناعي اللي حصل كان زعلك؟
وحير أفكارك كدا وقلقلك؟
بقيت غشيم ما تعرف أفعال النسه
دحنا علينا مكر زي الأبلسة
تتيه الواحدة وتمنع نفسها
لما يجي العاشق لها ويجسها
وإن كان قوام في قلبها الحب انزرع
برض الحيا غالب عليها والدلع
توريك أماثل وامتناع وقلبها
مايل وخاطرها تبين حبها
وأدين بما في القلب يا سيدي حكيت
ولا كتمتش ما معي ولا استحيت
كنتش أحوش سامي ولا أرجعه
عن الكلام اللي حكاه وأمنعه
وانت كمان لو كان قلبي يكرهك
كنتش أسأل عنك ولا أندهك
ومش منعتك عن جواز مريم كمان
مش كل دا غيرة عليك يا سي فلان؟
متلوف :
محلى الكلام لما يكون من الحبيب
يبقى شبيه الشهد أو قطر الزبيب
أيام رضاكي عيد وهي سعد السعود
والقلب يتقلب على ميه وعود
لو كان لي قدرة على أدنى طلب
وأريح القلب الشجي من التعب
كنت أنجبر وأترك جوازة حاضرة
وأفضل الدنيا صحيح على الآخرة
ولا إذا كان لي عشم وأحكي معك
من شرح حالي أفهمك وأسمعك
وأطلب دوا للقلب دا اللي انصاب وداب
وانهد واتلوع وداق كل العذاب
وأبل شوقي من مياه الوصل يوم
وأمسح دموعي اللي جرت على الخد عوم
أنيسة (تسعل وتسمع جوزها وهو تحت الطاولة وتقول) :
إحنا وصلنا بالعجل للحد ده؟
على إيه يا سي الشيخ بتستعجل كده؟
لما نبث الشوق ونساير سوا
وننبسط لحظة على شرح الهوا
متلوف :
البر خيره في المحبة عاجله
والخير ما يغني الفتى في آجله
وابن آدم صوره ربه عجول
يحب يعمل كل شيء قبلن يقول
واللي يشوف زيك جميل ويأخره
يمكن يروح منه وكيف يحضره
أما أنا ما أعرف أصدق لك مقال
إلا إن طفيت نيران قلبي بالوصال
أنيسة :
العشق دا حمري وجمري ما أعرفوش
تعمل كدا زي البهايم والوحوش
وإش كان حوجنا بالعجل للصربعة؟
معنا تلت ساعات ولا أربعة
لما أروح ألبس ملابس شفتشي
وأحضر الفرشة وأعمل كل شي
ما يصح منك تنكرش من غير لزوم
هوا وراك نجار وفي إيده قدوم؟
متلوف :
إن كان حصل يا ستنا منك رضا
على إيه صلاة حاضر نصليها قضى؟
أنيسة :
لكن يا سي الشيخ إذا طاوعت أنا
يبقى جوابي إيه قدام ربنا
متلوف :
إن كان على دا اتوقفت أمره يهون
ورفع مانع زي دا أقرب ما يكون
ركك على ميل القلوب مع بعضها
أما الحرام خون العهود ونقضها
أنيسة :
لكن عذاب الله وردانه شديد
وأنا أخاف لأن جسمي مش حديد
متلوف :
أقدر أزيل الخوف عنك والفزع
وأطمن القلب الرهيف من الجزع
كل الكباير والصغاير فارغة
في جنب دي الرحمة العظيمة البالغة
والاضطرار مش عيب ولا هوا حرام
يبقى كأنه قد حصل لك في المنام
وعندنا أسرار غير دي نافعة
للهم والأحزان عنك دافعة
بس إنتي طاوعيني على اللي أطلبه
والذنب كله فوق جبيني أكتبه (أنيسة تسعل بالقوي.)
متلوف :
بتسعلي ليه؟ ... ... ...
أنيسة : ... ... أف عندي خستكة
متلوف :
تخديش حتت رب سوس مع مسكتة؟
أنيسة :
الرب سوس والمستكة ما ينفعوا
إن كان معايا برد دول ما يمنعوا
متلوف :
والله اتغميت ولكن دا يزول
ركك على عرقه على حسب الأصول
والخوف كمان يا ست أعرف له دوا
دا السر والكتمان من شرع الهوى
هو الضرر غرشي يجي من الشوشرة
ومن الحديث إن كان جرى أو ما جره
لكن أنا أفتيلك ولا أخشى ملام
الانبساط في السر ما هو شي حرام
أنيسة (تسعل كمان وتضرب بكفها على الطاولة وتقول) :
ما بدهاش يكفا بقى من دي الكلام
لازم أسلم في طلب سيدي الإمام
وإذا منعته بالذي ما يمتنع
وأقل من دا ما أظنوش يقتنع
ما كان على ودي يضايقني كده
ولا يزود في الطلب للحد ده
لكن من حيث الأمور اتحكمت
وجت على راسي هنا واتحتمت
ولا بقاش واحد يصدق في المقال
حتى انجبرنا بعدها على الفعال
الذنب مش عندي على شان دا الطلب
الذنب عند اللي يكون منه السبب
متلوف :
الذنب عندي وأنا له أرتكب
لا بد إنه فوق جبيني ينكتب
أنيسة :
قم بس اتجسس ولا أقوم أنا؟
بلكي يكون جوزي هنا ولا هنا
متلوف :
جوزك كمان دا إيه دا راجل هباب
مين بس يفكر فيه ويحسب له حساب؟
دا أنا سحرته بالطلاسم والقلم
حتى إذا شفتيه تقولي دا صنم
أنيسة :
برضه ولو تخرج شوية في الحضير
وتطل على البستان وتفتش كتير (ويخرج.)
المنظر السادس (غلبون وأنيسة)
غلبون (يخرج من تحت الطاولة ويقول) :
آمنت بك يا رب هيا الناس كده!
توبة من اللي يعتقد في الجنس ده
أنيسة :
مين قال لك اخرج من هنا كدا قوام؟
ارجع محلك واستتر من غير كلام
واصبر كمان لما نخلص دا العمل
لما تشوف اللي خرج واللي دخل
غلبون :
لا بس يكفاني أنا مقدرش أغيب
أما الفقي دا يا سلام أمره غريب
أنيسة :
أما انت لآخر والنبي أمرك عجب
قوام تصدق كل شي بأهون سبب!
تلت دقائق بس اصبرهم فقط
وانت تشوف إن كان صحيح ولا غلط (ثم تخبي غلبون وراها.)
المنظر السابع (متلوف وغلبون وأنيسة) (متلوف من غير ما يشوف غلبون يقول):
الله يعينك يا جميل على دا لكفل
إزي مشيك به وهو محمل جمل
لفيت جميع البيت ما حدش هنا
إلا أنا وانتي فقط يا ستنا (ثم يقدم ويفتح حضنه وينحدف على أنيسة يعانقها، فتفلت من قدامه، فيحكم بوزه في بوز غلبون.) (غلبون يمسك في متلوف ويقول):
هي حصلت للعشق والشهوة كمان؟
يبقى على دا الفعل إنت لك زمان
فين الصلاح والخير وفين فعل التقه
والمسبحة والمحفضة والمنشقة
هو ما كفاك بنتي تميل بختها؟
كمان حريمي يا خبيث عشقتها؟
من حي ما قالوا كلام وأنا أكدبه
وأقول دا صالح وربه أدبه
حتى رأيت بالعين ولا حدش فتن
وبان لي الفعل القبيح من الحسن
أنيسة (لمتلوف) :
والله يا سي الشيخ ما كان لي هوا
دا الكل متفقين على الفعلة سوا
متلوف (لغلبون) :
يبقى تصدق ... ... ... ...
غلبون : ... ... بس في عرضك دمن
يالله انقشح من غير تضييع الزمن
متلوف :
بس اصطبر ... ... ... ...
غلبون : ... ... ما أسمعش برا والسلام
اخرج قوام من بيتنا من غير كلام
متلوف :
إنت اللي تخرج مش أنا دا منزلي؟
والبيت بيتي والحجج ملكي ولي
عاود تشوف حالك وأوريك كيف يكون
دا الوقت أنا الحركة بيدي والسكون
وأوريك حالك والمسبة يا جدع
والكدب والتزوير لآخر والبدع
وآخد بتار العلم وأضرب بالببوج
وأوريك إن كان لك ولا لي الخروج (ويخرج.)
المنظر الثامن (أنيسة وغلبون)
أنيسة :
إيه دا الكلام الهلس مع قلة حياه؟
غلبون :
الحق بيده من الحجج دي اللي معاه
أنيسة :
مين قال كده؟ ... ... ... ...
غلبون : ... ... أنا بقول على الهبة
دي دعوتي وياه دعوى مهببة
أنيسة :
وهبت إيه؟ ... ... ... ... ...
غلبون : ... ... وهبت له البيت واللي كان
لكن أنا قلبي على صندوق فلان
أنيسة :
فلان مين؟ ... ... ... ... ...
غلبون : ... ... دا الوقت أحكي لك عليه
بس اطلعي شوفيه فاضل ولا إيه
الفصل الخامس
المنظر الأول (سامي وغلبون وسلمان)
سامي :
رايحين بقى فين؟ ... ... ... ...
غلبون : ... ... ... يا أخي عقلي ذهب
واحترت أعمل إيه وزاد عندي التعب
سلمان :
بشويش على نفسك شويا أما نشوف
هلبت فيه من الحيل موجود ألوف
غلبون :
قلبي على الصندوق ليكون وزعه
ولا يكون ابن الحرام أخده معه
سلمان :
صندوق إيه اللي خده ما تقولناش؟
بلكي يكون موجود لسا ما انخفاش
غلبون :
صندوق أمانة أودعه عندي حبيب
زيك وسافر بس في آخر أبيب
فيه أغلب السندات وفيه علبة خشب
فيها فصوص ألماز وياقوت مع ذهب
سلمان :
وليه تسيبها له وتأمن دمته؟
أهو طلع خاين وبانت همته
غلبون :
أنا كنت ساررته عليها من زمان
وقلت دي في الصون تفضل والأمان
وكان أوصاني بتسليمها إليه
ونغش صاحبها وناكلها عليه
وقال لي إن حد عرض لك يمين
احلف قوام باطل برب العالمين
سلمان :
يبقى يغشك دا المزور مرتين
ياخد الأمانة والهبة في كلمتين
ما بدهاش إلا تروح وتصالحه
وتلاطفه ويسامحك وتسامحه
أحسن يوريك العذاب ويفضحك
ويطرم أسنانك كمان ويضحضحك
غلبون :
يبقى اللطافة والصلاح دا مصطنع
والقلب مليان بالخيانة والطمع
وبعد ما جبته بجبة مرقعة
من فوق صديري قبته مقطعة
وبدال ما أرقيه كده وأهندزه
وأديه أموالي وبنتي أجوزه
يعمل كده لكن توبة اللي يعود
ياخد عقيدة من فقي زيه جحود
سلمان :
إنت كدا طبعك قوامك تنحمق
والصبر طول عمره معك ما يتفق
وعمر عقلك في الطريق ما ينعدل
تطلع من النقرة لدحديرة عدل
يبان لك الطيب تفوته عن غلط
وتصدق الغشاش إذا جا لك فقط
وإن كان حصل لك سهو بدك تمسحه
تبحث على غلطة كبيرة تصلحه
وتصاحب الخاين وطول عمرك كده
تقول جميع الناس هما زي ده
وإن كان يمسح جوخ ولا يهز لك
قاوق ولو غشاش آدي اللي يلذ لك
لكن أهل الخير كتير والصالحين
ما يستووا في الفعل ويا الطالحين
خلي كلام التجرمة للمجرمين
وافعل فعال المسلمين الطيبين
واحفظ لسانك إن حكيت من الغلط
وإذا صحبت الناس دور على الوسط
واحذر من الكداب واكرم من صدق
واعطي حقوق الناس للي يستحق
وإن كنت ما تسمع إلى نصح النصوح
في شربة الميه قوام يمكن تروح
المنظر الثاني (غلبون وسلمان وسامي)
سامي :
من حق يا بابا الخبيث دا خوفك
ومص دمك بالخيانة ونشفك
واستعمل التزوير وغشك دا اللئيم
من بعد ما كان صاحبك وكان نديم
غلبون :
يا ابني غدرني واحتكرني دا اللعين
أروح لمين وأشكي لمين يا مسلمين؟
سامي :
اصبر لقطش له ودانه وأربطه
بحبل قنب في الطحون وأشحطه
سلمان :
يا صاحبي كل الغضب والعزرنة
ما ينفعوشي فضها بلا صغرنة
هنا بلد حكام ما هو بالدراع
ومن يخالفها وكان له حق ضاع
المنظر الثالث (أم النيل وغلبون وأنيسة وسلمان ومريم وسامي وبيهانة)
أم النيل :
خبر إيه مشوم يا ناس دا اللي باسمعه؟
غلبون :
خبر جديد من الفقي الله يقطعه
آدي جزا المعروف وحق الاكترام
والاعتنا بابن الزنا وابن الحرام
وعامله في البيت أخويا دا العويل
وملبسه جبة وله برنس طويل
وكل يوم في الخير عندي أغمزه
وكتبت له بيتي وبنتي أجوزه
ولا كفاه حتى برز لي دا اللئيم
وحب يغدرني ويفتك بالحريم
وبعدها يعمل عمايله والدمن
يطلع ويشتمني على آخر الزمن
ويريد يخرب بيتنا ويقفله
كله جزاة خيري وما كنت أفعله
بيهانة :
مسكين يا متلوف ... ... ... ...
أم النيل : ... ... ... من قال لك كده؟
ومن يصدق فيه عمايل زي ده؟
غلبون :
إزاي ما يجرى؟ ... ... ... ...
أم النيل : ... ... ... دا منهم له حسد
غلبون :
نانا كلام يا أم يقطع في الجسد
أم النيل :
طول عمري أشوف اللي هنا متعصبين
كلك عليه دا بالشمال ودا باليمين
غلبون :
وإش دخل العصبة كمان في اللي جرا؟
لاهنت ديما تسمعي لي من ورا؟
أم النيل :
ما تفتكر وانت صغير كنت أقول
إن الحسد على الطيبين ديما يصول
وأهل المروءة في حسد إلى الأبد
والحاسدين تفنى ولا يفنى الحسد
غلبون :
مش على الحسد بس اسمعي للي وقع
أم النيل :
أهو برضها فتنة وعاود ترتفع
غلبون :
دا شي نظرته يا ولية بالعيون
أم النيل :
دي برضها فتنة وغير دا لا يكون
غلبون :
دا شيء يكفر يا ولية اسمعي
إزاي ما أقول شفته وبرضك ترجعي
أم النيل :
والناس لها ألسن مبارد حامية
ترمي البري من حكها في داهية
غلبون :
أما كلام بارد! بقول أنا رأيت
شفته نظرته بالعيون وما رويت
أفضل أقول شفت ورأيت شفت ورأيت
شفت ورأيت شفت ورأيت شفت ورأيت
أم النيل :
أيو العذاب دا يا حبيبي بس ليه
برض النظر يخطي ومين يركن إليه؟
غلبون :
يا مسلمين كان مقصده بعد الكلام
يحضن حريمي بالعيان لا في المنام
أم النيل :
كان يلزمك تصبر تشوف إش أخرته
حتى يقع لك شي تعرف تثبته
غلبون :
يا هوه يبقى كان مرادك أصطبر
وأشوف بعيني اللي بقى ما ينذكر
بيهانة :
وانت كمان من حي ما عذبتنا
شفنا وقلنا لك وليه كدبتنا؟
سلمان :
وبعد دا نفضل نقول نفضل نعيد
ما نشوف طريقة من قريب ولا بعيد
هو تننا ساكتين عليه لما يدور
يتم شغله واحنا نازلين في هدور
سامي :
والله دا الخنزير لكسر ضبته
وأمزع القفطان وأقطع جبته
أنيسة :
أما أنا اللي أعرفه إنه من زمان
حلق على الأملاك واللي كان كان
سلمان (لغلبون) :
ما دام إنه خد معه كل الحجج
ولا سأل عن شيء يكون لما خرج
دا الوقت للقاضي وللمفتي يروح
ويمسك السكين يوسع في الجروح
ما كنش لازم يا أخي تمكنه
من كل أملاكك وترجع تغبنه
غلبون :
الحق بيدك وأعمل إيه في دا النكد؟
اتحكم الشيطان وأمر الله نفد
سلمان :
ما بدهاش إلا طريقة مصطلح
ونلايم الجرح الكبير اللي انفتح
أنيسة :
لو كان علمي إن الحجج في حوزته
والملك كله انكتب على دمته
ما كنت وسعت العبارة دي كده
ولا بلغنا في الجنان للحد ده
غلبون (يقول لبيهانة لما يشوف عبد العال مقبل) :
شوفي الراجل ده يا بيهانة عاوز إيه
مسكين غلبون مين بقى يسأل عليه
المنظر الرابع (غلبون وأم النيل وأنيسة ومريم وسامي وبيهانة وعبد العال)
عبد العال (لبيهانة في آخر التياترو) :
قولي لسيدك بس كلمة بالعجل
بيهانة :
اصبر هنا لما أشوف كيف العمل
عبد العال :
أنا مجيي عندكم لو تعرفيه
ما كنش ظابط زي حالي تكسفيه
وإذا دري سيدك يبوس إيدي أنا
لولا بشارة خير ما جيتكم هنا
بيهانة :
واسمك إيه؟ ... ... ...
عبد العال : ... ... قولي رسول وباعته
الشيخ متلوف لأجل ياخد حاجته
بيهانة (لغلبون) :
دا قال رسول من عند متلوف جي لك
أروح أقول له دا الوقيت يخش لك؟
سلمان (لغلبون) :
لازم تروح له بالعجل وتسمعه
لولا معه حاجة لما كان شيعه
غلبون (لسلمان) :
يكنش مقصوده يجي ونصطلح؟
سلمان (لغلبون) :
قم بس إنت كلمه تنك تلح
لكن إذا اتكلمت اتكلم بلطف
أوعى تعيب وياه أو تحكي بعنف
عبد العال (لغلبون) :
مني عليك يا سيدي أزكى السلام
الله يضر اللي يغمك بالكلام
واجب عليا إني أسرك وأشرحك
وأجيب لك الألفاظ اللي تفرحك
غلبون :
العفو أنا مكسوف منك في السؤال
يا هل ترى اسمك إيه يا فحل الرجال؟
عبد العال :
الاسم عبد العال وبلدي المعصرة
وكنت مكاس بالأمارة في طرة
واليوم أنا قواس ولي عشرين سنة
أعرف أبوك والست أمك ستنه
وبس جيت في أمر من عند المدير
وقال لي سلم على سيدك كتير
غلبون :
الأمر دا فيه إيه؟ وري لما أشوف
عبد العال :
دي بس كلمة بالحنك لا بالحروف
قال: عزلوا من البيت ولا تتأخروا
لا بد أصحابه قوامك يحضروا
غلبون :
بتقول إيه؟ بدك نعزل كلنا؟
عبد العال :
أمال أنا جيت ليه وليه بدخل هنا؟
دا الوقت صار البيت في ملك الفقي
الشيخ أبو متلوف الطاهر النقي
وكل أملاكك بقت على ذمته
واللي كتبته إنتا أهية حجته
سامي (لعبد العال) :
روح فضها يا خي مين دا يسمعك؟
عبد العال :
بس اسكت إنت أنا كلامي مش معك (ويشاور على غلبون.)
أنا كلامي مع سيدنا دا اللطيف
يعرف مقام الناس وله ملفظ ظريف
ويعرف الحكام ويعرف بالأصول
بس اسكت انت هو كمان يعرف يقول
غلبون :
لكن ... ... ... ... ... ... ...
عبد العال : ... أنا أعرف لو يكون في ألف كيس
وجا الطلب لربع تورد في الخميس
ولا يكون عصيان منك للطلب
ولا تجبر الحاكم لفعل اللي وجب
سامي :
هوا كدا القواس عينه معمصة؟
أظن بدك في عصا يا محمصة
وبدال ما أفضل معك وأحدتك
أنزل عليك لما أشرمط جتتك
عبد العال (لغلبون) :
ما تسكت ابنك دا بقى ولا بروح
بعدين أكتب والكلام ريحته تفوح
وأوضب الجرنال واسمك فيه يبات
بيهانة (لوحدها) :
أجرن عبد العال دا صاحب تبات
عبد العال :
أنا أعرف أهل الخير والناس الملاح
ينخيهم المعروف أكتر من السلاح
ومن القضايا كلها ما خدت دي
إلا على شان خاطرك يا سيدي
وقلت يمكن إن أتى غيري بها
يفضل يعذبكم ويعمل أبها
غلبون :
وغير خروج الناس بقى من ملكها
بدك كمان إيه يكفا نانا فضها
عبد العال :
أهو كدا استنا لبكرة في الصباح
لازم عن المفاتيح ونزح المستراح
وأدين أنا بايت هنا لأجل الأمان
ومعي عشر أنفار عساكر ورديان
وفي أمان الله نبات مع الكمال
لجلن يساعدوكم على نقل العزال
دولا نقاوة كلهم متعافيين
يكركبوا لزيار وموجير العجين
لو كان غيري كان يعملش كده
ويجيب رجال على التعب متعودة
في ظرف ساعة يعزلوكم بالعجل
ولا تعب يبقى هناك ولا زعل
غلبون (لوحده) :
حدش يكون شارب من أمه منتلي
قلبه مشعشع بالشجاعة منجلي
وأديه كم بنتو ويضرب دا الحمار
كفين على عينيه يطير منها الشرار
سلمان :
أوعى تلخبط في الأمور وتنحمق
سامي :
والله أنا من دي الأمور رايح أنخنق
والعقل بيزقزق وإيدي بدها
بالضرب على الملعون دا أمدها
بيهانة :
والله عليه أكتاف زي المطرحة
وله صداغ لأجل الكفوف مصلحة
عبد العال :
لمي لسانك والزمي غاية الأدب
أحسن من إيمتا يكون اسمك انكتب
سلمان (لعبد العال) :
يكفا كلام نانا وناولني الجواب
واتفضل انت يا أخي بلا عذاب
عبد العال :
فتك بحفظ الله إنت ومن معك
غلبون :
الله يسمك انت واللي شيعك
المنظر الخامس (غلبون وأم النيل وأنيسة وسلمان ومريم وسامي وبيهانة)
غلبون (لأم النيل) :
شفتي كدا يا أم فعل ابن الحرام
يا هل ترى فعله حلال ولا حرام؟
أم النيل :
والله يا ابني احترت فيه والعقل تاه
حكمت فيه السيدة تتلف نياه
بيهانة :
لومك على نفسك أهو منك عبط
واللوم على سي الشيخ دا منك غلط
هوا كلامه حتى في اللي أورده
قال من كتر ماله قوامك يفسده
أهو أخد مالك وخلى الحال مال
على شان تصبح متقي من غير مال
غلبون :
أيوه اخرسي ما حيلتك غير دي الكلام
سلمان (لغلبون) :
يالله بنا نشوف حيلة والسلام
روح اشتكيه واحكي على قلة حياه
وعلى الخباثة والفلت دا اللي نواه
واحكي على اللي صار منه في الفلت
دا يبطل الحجة عليه إذا ثبت
المنظر السادس (أحمد نبيه وغلبون وأم النيل وأنيسة وسلمان ومريم وسامي وبيهانة)
أحمد نبيه :
صعبان علي أقول لكم على دا الخبر
لكن حيث إن الأمور فيها خطر
أقول لكم عللي بلغني عن قريب
خبر محقق أرسله واحد حبيب
شيع يقول خلي الجماعة يهربوا
ولو إنهم يتجربدوا ويتغربوا
أحسن رمى متلوف فتن في حقكم
وسلم الصندوق وقال كان عندكم
وصاحب الصندوق طفش وانتو السبب
وكان متهوم في فتن ويا العرب
واتخلق الباشا عليكم وانحمق
شوفوا طريقة للهروب حيث ما اتفق
والصاحب اللي أخبر بدا مأمور كمان
يقبض عليك ويرسلك على اللومان
سلمان (لغلبون) :
يبقى الخبيث ياخد جميع مالك كده
ويحط فيك عند الوزير للحد ده؟
غلبون :
رايح أعمل إيه؟ من كان عارف إنه شقي؟
أحمد نبيه :
يالله بنا بلا شقي بلا فقي
أحسن تجي العسكر هنا وتمسكك
وتضيق عليك وقت الهروب كل السكك
انزل معي دا الوقت في عربيتي
وأدي ألف بنتو صر من ماهيتي
وامشي بنا من غير بطا أنا معك
وبأي مطرح إن تريد أنا أتبعك
حتى نشوف مطرح يكون فيه الأمان
والصبر كله خير على حكم الزمان
غلبون :
الله يبارك فيك يا أحمد نبيه
عملت فيا خير لازم تلتقيه
وإن كان يقدرني أنا رب العباد
هلبت ما أكافيك يا أحمد بالوداد
وانتم إله العرش يورين وشكم
في خير ويحرسكم ويتكفل بكم
سلمان :
اعمل بنا همة وطاوعني وقوم
أنا عليا أقضي لهم كل اللزوم
المنظر السابع (متلوف وواحد عسكري والست أم النيل وغلبون وأنيسة وسلمان ومريم ونبيه وسامي وبيهانة)
متلوف (يضبط غلبون ويقول) :
على فين كده رايح ومسرب قوام؟
أنا معايا أربعة من النظام
والحبس أهو قاعد بيستناك هناك
والله يا ملعون لوريك الهلاك
غلبون :
ويصح يا خاين تجازيني بده؟
والخير والمعروف فيك أخره كده؟
متلوف :
اشتم خلاصك كل ده ما ينفعك
حسبك إله العرش عني يدفعك
سلمان :
أما صحيح صالح وراجل متقي
سامي :
يا أخي اتقاه النار دا واحد شقي
متلوف :
وانت كمان اشتم خلاصك وانبسط
عاود تجي في الحبس جنبه وتتربط
مريم :
يا مدعي التقوى وفعله غير مليح
تبدل الطيب قوامك بالقبيح
متلوف :
دا أمر عالي اللي معايا أبرزه
وإن كان هو؟ إيش لازم أحجزه
غلبون :
ما تفتكرش اليد دي اللي خلتك
بعد الشحاتة مغتني ورقتك؟
متلوف :
فاكر ولكن برضي أقول بالمفتشي
أمر الحكومة أفضله على كل شي
وإن كنت قدمت الصنيع ما يتنسيش
بس الحكومة أمرها زيه مفيش
سلمان :
أما مزور! ... ... ... ...
بيهانة : ... ... وابن هرمة في الحيل
يقدر على نقل الجبل على الجبل
لما انت بيدك أمر ليه تتكتمه؟
وليه ساكت من زمان ما تتممه؟
على شان مراته ما انت ناوي تغشها
وكان بدك بس تاخد وشها
وحين علم بالغش واتكلم معك
وطردك من بيتنا ووزعك
تروح تشاكي فيه وترجع تطلبه
وتهلك أبدانه كدا وتعذبه
وليه كمان ملكه على اسمك يكتبه؟
وتقبله منه قوام وتسلبه؟
متلوف (للعسكري) :
بالله تريحني من الأمة الزلط
هيا الأوامر اللي معك دي عن غلط؟
العسكري :
حيث إنك انت قلت أنا أريحك
وأسخنك على النار حتى أسيحك
يالله على الحاصل قوام امشي معي
تبقى مزور مختلس وتدعي؟
متلوف :
أنا أروح الحبس؟ ... ... ...
العسكري : ... ... ... أيوه ... ...
متلوف : ... ... ... ... بس ليه؟
العسكري :
أنا معايا سر ما أحيلك عليه (ويقول لغلبون):
كن في أمان الله كفيت اللي ظلم
ما دمت في ساحة خديوي ذو كرم
رب البصيرة الناقدة بكل الأمور
لا يقبل الجاير ولا عمره يجور
معصوم عن الأغراض فيما يفعله
سبحان من خلق الجميل وكمله
وجميع أهل الخير تعيش في دولته
وتموت جميع أشرارها من سطوته
كان الغبي متلوف أعرض له كلام
وحب يسبك صنعته من غير ملام
قام بص في قلبه بناقد ناظره
عرف جميع مكره وما قد دبره
وحب يرمي فيك كلام ويتهمك
وقع بنفسه في الخطية وانهمك
حتى اتضح غشه وبان دجله جهار
والشمس ما تخفاش في وسط النهار
قصره الحكومة آمرة إني أجي
وأجيب معي خيال وواحد بلطجي
وبعد ما يظهر لنا كل الورق
ويظهر المال الذي منك سرق
ننزل عليه بالضرب حتى نتلفه
وبحبل قنب نربطه ونكتفه
ونسرجنه في البحر الأبيض دا النجس
من بعد ما ياكل الطريحة وينحبس
وكل دا من فضل مولانا عليك
بالعفو والإكرام قد أحسن إليك
بيهانة :
الحمد لله ... ... ... ...
أم النيل : ... ... رد في صدري النفس
أنيسة :
جبر بخاطرنا ... ... ...
مريم : ... ... وأهو الكلب انعكس
غلبون (لمتلوف) :
أهو كدا الخاين جزاه ما حل به
وربنا يوم القيامة يعذبه
المنظر الثامن (أم النيل وغلبون وأنيسة ومريم وسلمان ونبيه وسامي وبيهانة)
سلمان (لغلبون) :
يكفاه كلام مؤلم ويكفاه العذاب
لا انت إله تاني ولا دا يوم حساب
اطلب من الله إن قلبه يهتدي
ويفعل الطيب ولا يفعل ردي
واشكر خديوينا بعدله أنصفك
وأكفاك شر الخاين اللي خوفك
الله يطيل عمره وأنجاله الكرام
ما زال بينا ذكرهم على الدوام (يقولوا الجميع) :
الله يطيل عمر الخديوي على الدوام
ويحفظه ويحفظ أنجاله الكرام
آمين.
Page inconnue