أو تقرأ:
رمضان ولى، هاتها يا ساقي
مشتاقة تسعى إلى مشتاق
فتراك في حضرة شاعر مغرم بالحياة وبمتاعها ونعمتها، شاعر تختلف روحه جد الاختلاف عن صاحب نهج البردة التي مطلعها:
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
وصاحب الهمزية النبوية الذي يقول:
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
وهذان الروحان، أو هاتان الصورتان من صور الحياة، تتجاوران في نفس شوقي، وتصدران عنها وهي في كل قوتها وسلطانها؛ وأنت لذلك حين تقرأ القصيدتين الأوليين تمتلئ إعجابا بالحياة ومتاعها ولذتها، وحين تقرأ الثانيتين تكون أشد إعجابا بكلمة الإيمان وروح الحق ورسالته. وأنت لا تشعر في أي الحالين بضعف نفساني عند الشاعر دفع به إلى لبوس روح غير روحه، بل أنت فيهما جميعا يبهرك شوقي بقوة شاعريته الممتلئة حياة وخيالا، والتي تفيض بمتاع العيش فيضها بنور الإيمان.
Page inconnue