Shawqi : Une amitié de quarante ans
شوقي: صداقة أربعين سنة
Genres
إلى آخر ما قال في ذلك اليوم. فتلوت القصيدة من أولها إلى آخرها ومن شدة ما طربت لها أعدت قراءتها مرارا، وعلمت أن هناك شاعرا مطبوعا وأيقنت أن في تلك المغارة أسدا، وصرت كلما عثرت على شعر لأحمد شوقي أتهافت عليه تهافت الظمآن على نمير الماء؛ لأني رأيت فيه الشاعرية بجميع شروطها: النسج الرقيق المتين، والأسلوب الرشيق الرصين، اللغة العربية الفصحى التي لا تؤتى من جهة والمعنى المتناهي في الدقة اللابس من اللفظ أجمل حلة، والانسجام المطرد من الأول إلى الآخر في سكب واحد وسبك متوارد، فعند ذلك حكمت بأن هذا الشاعر سيكون من شعراء العصر وإن لم أصل في الحكم إلى أنه سيكون أمير شعراء العصر، وأذكر الآن أني كنت اطلعت له على قصيدة قبل هذه في مدح الخديوي توفيق يهنئه فيها بشهر الصيام لم تكن أقل رقة وانسجاما من القصيدة الدالية المار ذكرها، وهي التي يقول فيها:
يا حسنه بين الحسان
في شكله إن قيل بان
كالبدر تأخذه العيو
ن وما لهن به يدان
ملك الجوانح والفؤا
د ففي يديه الخافقان
ومناي منه نظرة
فعسى يشير الحاجبان
فيها يزكي حسنه
Page inconnue