Shawqi : Une amitié de quarante ans
شوقي: صداقة أربعين سنة
Genres
والبيت الأخير هو بيت القصيد، وفي قوله: وكان محمد أرعى لهذا الدر من راعي اليتيم، تورية لطيفة ولكنه استعمل لفظة «فخيم» ولا يوجد في العربي «فخيم»، وإنما هو «الفخم» وقد انسابت هذه اللفظة إلى كلام شوقي من كلام الدواوين ومن المعلوم أن لغة الدواوين في القرون الأخيرة كانت عليها مسحة تركية.
ومن شعره الذي شرق وغرب وذهب كل مذهب، ولم يبق أحد إلا رواه قوله:
خدعوها بقولهم حسناء
والغواني يغرهن الثناء
وهي أبيات معدودات أحسن فيها غاية الإحسان، ولا سيما عند قوله:
نظرة فابتسامة فسلام
فكلام فموعد فلقاء
ففراق يكون فيه دواء
أو فراق يكون منه الداء
فلو قال أحد إنه ما قيل في هذا العصر شعر أشعر من هذا في الغزل ما أبعد. وله أبيات لو لم أقرأها في ديوانه لظننت أنها من شعر أبي العتاهية الذي استولى على الأمد في نظم الزهد بالسهل الممتنع الذي يقرأ منه الإنسان ويعيد ولا يمل ولا تخلق طلاوته ولا تذهب حلاوته. قيل لأبي نواس وقد عظم أبا العتاهية كثيرا: لأنت أشعر منه. فأجاب: ما رأيته قط إلا ظننت أنه سماء وأنا أرض. وأبو العتاهية هذا نسيج وحده في الممتنع السهل والمهلهل الجزل لو نسبت إليه هذه الأبيات الخفيفة اللطيفة التالية لكانت به جديرة وهي:
Page inconnue