فهو في شبابه وغناه عف حكيم يستكبر على الدنايا ويأبى على الصغائر، كما قال أبو الطيب:
وترى الفتوة والمروة والأبو
ة في كل مليحة ضراتها
هن الثلاث المانعاتي لذتي
في خلوتي لا الخوف من تبعاتها
ذلكم الشباب الأبي يأبى أن ينقاد بالشهوات، ويخضع للأهواء، ويرى في هذا الإباء لذته، وفي هذه الكبرياء راحته، وفي هذا الحرمان وجدانه، وفي هذا العزوف وصله. والشباب الذليل تذهب به نزوة وتميل به شهوة، مغلوب على رأيه، مقهور على خطته، يصغر عن جهاد هواه، ويضعف عن كفاح مأربه، كالريشة في مهب الريح، وكالغثاء على الدأماء. فمن حسب الشباب خضوعا للشهوات فهذا يعده سيطرة عليها، ومن رآه للأهواء ذلة جعله هو عن الأهواء عزة، ومن قنع باللذات المتفرقة الحقيرة فهو يطمع في اللذة الكبرى الدائمة؛ لذة النفس الحرة الأبية تتخذ الشباب عدة للسيطرة والقهر لا وسيلة الاستخذاء والانقياد. ليت شعري! لم يكون الشباب قوة للأجسام، وضعفا للأرواح؟
الأربعاء 18 شوال/2 أغسطس
المشيب القوي
يا هند هل لك في شيخ فتى أبدا
وقد يكون شباب غير فتيان
Page inconnue