126

من استوى يوماه فهو مغبون

إن لم يكن هذا حديثا نبويا، فهو حديث إسلامي فيه دعوة الإسلام وتعليمه وأمله وطموحه، دعوة الإسلام إلى التعليم والتقدم والتكمل كل حين بكل وسيلة. ومن الأحاديث النبوية أو كلام المسلمين المأثور: لا بارك الله في يوم لا أزداد فيه علما.

إننا على هذه الأرض لنعمل ونسعى في عمرانها وإصلاحها، وفي إصلاح أنفسنا وتعليمها وتهذيبها، ودفعها كل يوم بالترغيب أو الترهيب خطوة أماما، أو شبرا أو إصبعا، فإن تعذر التقدم بالعمل والعلم، فينبغي ألا يحرم الإنسان الصالح تقدما في الفكر أو النية أو الأمل. إن جسم الإنسان في حركة دائمة وتغير مستمر، زيادة ونقصا وقوة وضعفا، فينبغي أن يساير نمو النفس والعقل نمو الجسد، وينبغي أن تتدارك قوتهما ضعفه ونموهما نقصه.

فمن طلعت عليه شمس يومه كما طلعت شمس أمسه لم يكسب لدنياه ولا آخرته، ولم يعمل لنفسه ولا لأمته، لم يستفد علما ولا فكرا، ولم يكسب خيرا في قول أو فعل أو نية؛ فقد غبن نفسه بما تقدم به العمر يوما ولم يتقدم، ومضى عليه الزمان حينا ولم يمض، وتحرك به الفلك ولم يتحرك.

من استوى يوماه فهو مغبون، فكيف بمن استوى شهراه، وكيف من استوت سنتاه، وكيف بمن استوى عيداه فهو اليوم كما كان في عيده الماضي لم يساير الزمن في هذه السنة؟

وراحمتاه للناس! كيف بمن لم يستو سنتاه ولا شهراه ولا يوماه، ولكنه تأخر ولم يتقدم، زاد شره على الأيام ونقص خيره، وازداد عقله وقوله وفعله فسادا على مر الزمان وكسادا، فهو اليوم شر مما كان عقلا وروحا وأملا ونية؟!

الجمعة 10 ذي الحجة/22 سبتمبر

أثر المحن في الأمم

أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين .

المحن تؤلف بين الأمة القوية، وتفرق بين الأمة الضعيفة.

Page inconnue