228

Témoignages d'éclaircissement et de correction des difficultés de l'authentique rassemblé

شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

Enquêteur

الدكتور طَه مُحسِن

Maison d'édition

مكتبة ابن تيمية

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٥ هـ

ومنها قول أُم حارثة ﵂ لرسول الله ﷺ (فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى ترَى ما أصنع) (١١٨٢).
وقول النبي ﷺ (فإما لا فلا تبايعوا حتى يبدوَ صلاح الثمر) (١١٨٣).
قلت: حق الفعل إذا دخلت عليه "إنْ" وكان ماضيا بالوضع أو بمقارنة، "لم" أن ينصرف إلى الاستقبال، نحو ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ﴾ (١١٨٤) و﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ﴾ (١١٨٥).
وإن كان قبل دخول "إنْ" صالحًا للحال والاستقبال تخلص له بدخولها، نحو ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ (١١٨٦).
وقد يراد المضي بما دخلت عليه "إن" فلا يتأثر بها. ويستوي في ذلك الماضي بالوضع، نحو ﴿إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ﴾ (١١٨٧)، والمضارع، نحو ﴿إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ (١١٨٨).
ومنه "فإن يك في الجنة أصبرْ وأحتسبْ".
والأصل: يكون، ثم جزم فصار "يكنْ"، ثم حذفت نونه لكثرة الاستعمال، فصار"يك".
وهذا الحذف جائز لا واجب. ولذلك جاء الوجهان في كتاب الله تعالى، نحو ﴿وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (١١٨٩)، ﴿وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا﴾ (١١٩٠).

(١١٨٢) صحيح البخاري ٩٨/ ٥. وجاء في نسخة بلفظ (فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب وإن
تك الأخرى ترَ ما أصنع).
(١١٨٣) في صحيح البخاري ٣/ ٩٥ (فلا تتبايعوا) بتاءين.
(١١٨٤) الإسراء ١٧/ ٧.
(١١٨٥) سورة البقرة ٢/ ٢٧٩.
(١١٨٦) النساء ٤/ ٣١.
(١١٨٧) يوسف ١٢/ ٢٦.
(١١٨٨) يوسف ١٢/ ٧٧.
(١١٨٩) النحل ١٦/ ١٢٠.
(١١٩٠) مريم ١٩/ ١٤.

1 / 231