183

Témoignages d'éclaircissement et de correction des difficultés de l'authentique rassemblé

شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

Enquêteur

الدكتور طَه مُحسِن

Maison d'édition

مكتبة ابن تيمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٥ هـ

ومنها قول عائشة ﵂ (كان يصلي جالسًا، فيقرأ وهو جالس، فاذا بقي من قراءته نحوًا من كذا) (٨٧١).
قلت: من روَى (نحوَ من كذا، بالرفع فلا إشكال في روايته (٨٧٢) وإنما الإشكال في رواية من روى "نحوًا" بالنصب. وفيه وجهان:
أحدهما- أن تكون "من" زائدة، ويكون التقدير: فإذا بقي قراءنُه نحوًا. ف "قراءته" فاعل "بقي". وهو مصدر مضاف إلى الفاعل ناصب "نحواَ" بمقتضى المفعولية. وزيادة "من" على هذا الوجه لا يراها سيبويه؛ لأنه يشترط (٨٧٣) في زيادتها شرطين (٨٧٤):
أحدهما- تقدم نهى أو نفي أو استفهام.
والثاني- كون المجرور بها نكرة.
والأخفش لا يشترط ذلك (٨٧٥).
- وبقوله أقول، لثبوت زيادتها دون الشرطين نثرًا ونظمًا. فمن النثر قوله تعالى ﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ﴾ (٨٧٦). و﴿آمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾ (٨٧٧).
ومنه قول عائشة ﵂ في رواية من نصب "نحواَ".
ومن ثبوت ذلك نظمًا قول عمر بن أبي ربيعة (٨٧٨):

(٨٧١) في صحيح البخاري ٢/ ٥٨ (... نحوًا من ثلاثين أو أربعين آية). وروى لفظ "نحو"
بالرفع والنصب.
(٨٧٢) ج: فلا اشكال فيه. تحريف.
(٨٧٣) ب: شرط. تحريف.
(٨٧٤) فهم الشرطان من كلام سيبويه في الكتاب ١/ ٣٨و ٤/ ٢٢٥. وينظر: شرح المفصل ٨/ ١٣ والجنى الدانى ص ٣٢١ و٣٢٢.
(٨٧٥) معاني القرآن، للأخفش ص ٢٣٨.
(٨٧٦) الكهف ١٨/ ٣١ والحج ٢٢/ ٢٣ وفاطر ٣٥/ ٣٣.
(٨٧٧) الأحقاف ٤٦/ ٣١.
(٨٧٨) ديوانه ص ١٧٥ والجنى الداني ص ٣٢٢ ومعجم شواهد العربية ١/ ١٣٦.

1 / 186