Charles et Abderrahmane

Georges Zaydane d. 1331 AH
141

Charles et Abderrahmane

شارل وعبد الرحمن

Genres

فقال له هانئ: «وما الذي تريده منه؟»

فأومأ بإصبعه إلى لسانه مع إشارة النفي، أي أنه لا يعرف العربية، ثم أومأ أنه قادم من معسكر أود لأمر خاص بالأمير.

الفصل السادس والسبعون

معسكر شارل

فالتفت عبد الرحمن إلى هانئ وقال: «لو قلنا له إني الأمير عبد الرحمن لا يصدقنا، فالأفضل أن ندله على خيمتي ثم ندخلها من باب آخر ونوهمه أننا كنا هناك.» فأشار هانئ بيده إلى فسطاط الأمير وأمامه النار ومشى وتبعه الرجل، ومضى عبد الرحمن من جهة أخرى حتى دخل خيمته من باب سري ثم دخل هانئ، وبعد قليل جاءه الحاجب يقول: «إن شابا إفرنجيا بالباب.» فأمره عبد الرحمن بإدخاله فأدخله، وعاد لاستقدام الترجمان وخيمته بقرب خيمة الأمير، فلما دخل الشاب نظر إليه عبد الرحمن فإذا هو في مقتبل العمر عليه قيافة الإفرنج وملامح العرب، أسمر البشرة، خفيف اللحية، صغير العارضين لحداثته، فلما جاء الترجمان أمره عبد الرحمن أن يسأله عن غرضه، فسأله فقال الشاب: «أنا لا أخاطب أحدا غير الأمير عبد الرحمن، وإذا كان غائبا فالأمير هانئ.»

فلما سمع هانئ اسمه تعجب، فقال عبد الرحمن بواسطة الترجمان: «إنك في حضرة الأميرين معا.»

قال: «إني رسول من سالمة.»

فلما سمعا ذلك الاسم توسما خيرا فقال عبد الرحمن: «وأين هي الآن؟ ومن أنت.»

قال: «هي في معسكر الدوق أود، وأما أنا فإني رجل عربي الأصل، وانتهى بي الأمر إلى الانتظام في جند الدوق أود، ولي حديث طويل قصته علي سالمة منذ برهة وجيزة، وقد قبض علينا أود وسجن كلا منا في مكان ، ثم افترقنا ففرت هي من سجنها وظللت أنا في المعسكر، ثم أطلق الدوق سراحي وأحسن الظن بي وأعادني إلى خدمته، ثم علم أود من عدلان الأحول أنها في دير مرتين فبعث فرسانا لاستقدامها كنت أنا في جملتهم.»

فقال هانئ: «لعلك رودريك؟»

Page inconnue