نصف كرون (تأخذ الإيصال ثم تقول عرضا)
إذا كنت لا تعلم فاعلم أن الاثنين يلازمان السلم الآن. (ولا تكاد تخرج حتى تصدر عن ماليس حركة تدل على هياج شيطاني، يمشي على أطراف أصابعه إلى الباب الخارجي وينصت، ثم يضع يده على أكرة الباب يديرها بلا صوت، ويفتح الباب فجأة فيظهر في ضوء الشمس في آخر الممر رجلان متلاصقان يتسمعان ويتشاوران. يفاجآن فيرتدان.)
ماليس (بوحشية غريبة لا يكاد يكون فيها ضوضاء) :
لقد طاردتماها حتى لا مفر لها، انتهت مهمتكما! (يغلق الباب في وجهيهما.)
المنظر الثاني (الغرفة عينها بعد ثلاثة شهور في الشتاء - بعد الظهر - وقد صار للغرفة مظهر أنيق، وعلى الأبواب ستائر، وتحت النافذة مقعد كبير، والكتب مرتبة على رفوفها، وثم عدة زهريات صغيرة فيها الورود والأزاهير، ويبدو ماليس جالسا على كرسيه ذي المسندين قريبا من الموقد والورق على ركبته والقلم في يده؛ وكأنه شاب وهزل، وحول كرسيه الأوراق المبعثرة كالعادة، وعلى المنضدة - بقرب النافذة - آلة كاتبة تكتب بها كلير، تفرغ من سطر ثم تضم أوراقا بعضها إلى بعض، وتدون ملاحظة على بطاقة؛ تجمع بعض الأرقام، وترسم خطا تحت المجموع.)
كلير :
متى تسلمت أجرة هذا يا كنت فسأكون قد كسبت جنيهين وسبعة عشر شلنا في الشهور الثلاثة، واقتصدت لك نحو ثلاثة جنيهات، مائة وسبعة عشر شلنا بحساب بنسين في الألف عن مائة وأربعين ألف كلمة، بمعدل ألف وأربعمائة كلمة في الساعة؛ فأنا أشتغل ساعة أو أكثر قليلا في اليوم، ألا تستطيع أن تساعدني على الحصول على مقدار آخر من العمل؟ (ماليس يرفع اليد التي فيها القلم ثم يدعها تهوي مرى أخرى. كلير تغطي الآلة الكتابة وتربطها.)
كلير :
لقد أعددت حقائبي فهل أعد لك حقائبك؟ (ماليس يهز رأسه موافقا)
ألا تستطيع أن نبقى أكثر من ثلاثة أيام على شاطئ البحر (يهز رأسه)
Page inconnue