70

Sharh Thumam

ثمر الثمام شرح «غاية الإحكام في آداب الفهم والإفهام»

Chercheur

عبد الله سليمان العتيق

Maison d'édition

دار المنهاج للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Genres

- وعكسه، ولا أعلم أحدًا قرأ به (١). والتجوُّزُ في الفقرة غيرُ خفي، وتشبيه العلوم باللولؤ نظرًا للإلفِ والعادة، وإلا .. فهي أعلى وأغلى. ولما وردَ في الحديثِ: «كلُّ خطبةٍ ليسَ فيها تشهُّد فهيَ كاليدِ الجذماءِ» (٢) .. قال: ـ[وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةً نَنَالُ بِهَا بِفَضْلِ اللهِ تَعَالَى أَعْلَى دَرَجَاتِ الإِيقَانِ.]ـ (وأَشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، شهادة ننالُ بها بفضلِ اللهِ تعالى) إشارةً لبعض ما جُمع به بين حديثِ: «لن يدخلَ أحد منكم الجنةَ بعمله» (٣)، وقولهِ تعالى: ﴿بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ من أنَّ المنفيَّ عن العملِ السَّبَبِيّهُ الاستقلالية. إن قلتَ: قد علَّقَ حَرْفَي جرٍّ بعاملٍ واحد. قلتُ: تُجعل إحدى الباءين للسببيَّة والأُخرى للمعيَّة (٤)، علما أنَّ

(١) إتحاف فضلاء البشر (٢/ ٥١٠). (٢) أبو داوود (٤٨٤١)، الترمذي (١١٠٦). (٣) رواه أحمد في " مسنده " (٢/ ٥٦)، وأصله في " البخاري " (٥٦٧٣)، و" مسلم " (٢٨١٦). (٤) فباء السببية هي الواردة في الحديث، والأخرى - وتسمى باء المقابلة - هي التي ذكرت بقوله سبحانه: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.

1 / 79