Sharh Thalathat al-Usul

Salih Fawzan d. 1450 AH
59

Sharh Thalathat al-Usul

شرح ثلاثة الأصول لصالح الفوزان

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الأولى-١٤٢٧ هـ

Année de publication

٢٠٠٦ م

Genres

قوله تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾: لما أغضبوا أقرباءهم من الكفار وعادوهم منحهم الله الرضا منه ﷾ جزاءً لهم، فهم عوضوا بإغضابهم لأقاربهم الكفار، عوضوا برضا الله ﷾، رضي الله عنهم ورضوا عنه. قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ﴾: أي جماعة الله، وأما الكفار فهم حزب كما قال الله تعالى عنهم: ﴿أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ﴾ [المجادلة: ١٩] أي جماعة الشيطان وأنصار الشيطان، أما هؤلاء فهم أنصار الرب. فهذه المسألة تتعلق بعداوة الكفار وعدم موالاتهم، وهي لا تقتضي أننا نقاطع الكفار في الأمور والمنافع الدنيوية، بل يستثنى من ذلك أمور: الأول: أنه مع بغضنا لهم وعداوتنا لهم يجب أن ندعوهم إلى الله ﷾، يجب أن ندعوهم إلى الله ولا نتركهم ونقول هؤلاء أعداء الله وأعداؤنا، يجب علينا أن ندعوهم إلى الله لعل الله أن يهديهم، فإن لم يستجيبوا فإنا نقاتلهم مع القدرة، فإما أن يدخلوا في الإسلام، وإما أن يبذلوا الجزية إن كانوا من اليهود والنصارى أو المجوس

1 / 66