160

Explication de l'Unicité de Saduq

شرح توحيد الصدوق

لكن بطنت بما أظهرت محتجبا

وكيف يعرف من بالعرف استترا

هذا الذي قلنا، إنما هو على تقدير أن يكون الضمير في «بها» راجعا إلى الأشياء ويحتمل أن يكون راجعا إلى «العقول» والمعنى: ان الله تعالى احتجب عن الرؤية بسبب العقول؛ إذ ما دام الإنسان يعقل نفسه ويثبت وجودا وشيئية لذاته، فهو بعيد عن رؤية الله بل عن رؤية [1] ذكر الله كما قال عز شأنه: واذكر ربك إذا نسيت [2] أي إذا نسيت [3] نفسك.

وإليها تحاكم الأوهام

أي إن تحاكم الأوهام وتنازعها إنما ينتهي إلى الأشياء ولا يصل إلى الله سبحانه؛ إذ الأوهام إنما تحكم على ما تتصوره من الأشياء المعروفة عندها، والله أعظم من أن يوصف بها «فكل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود إليكم» فالقائل بالعينية مع امتناعها في نفسها [4] ، إنما يحكم حسب ما يتصوره؛ وكذا القائل بالزيادة، إنما يثبت له ما يثبت لنفسه فتعالى الله عما يشركون [5] .

ويحتمل أيضا [6] أن يعود الضمير إلى العقول والمعنى: ان تنازع الأوهام والمتخيلات انما ينتهي إلى العقول إذ الوهم إنما يكون في حكم العقل وتحت

Page 175