Explication de l'Apparition du Soleil sur l'Alfiyya
شرح طلعة الشمس على الألفية
Genres
ورد أن الوحي في الكيفيتين المتقدمتين يكون بطريق السمع من الملك، وفي هذه الكيفية يكون بطريق الإشارة، ولا يكون على هذه الكيفية شيء من وحي القرآن؛ لأنه جميعه مسموع، والكيفية الرابعة: أن يلهمه الله ذلك المعنى بغير واسطة الملك وهو المراد بقوله تعالى: { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا }، أي إلا إلهاما، { أو من وراء حجاب } (الشورى: 51)، وإلى هذه الكيفية أشار المصنف بقوله: "فإلهام وضح"، بكسر الضاد بمعنى واضح وهي في القوة دون ما قبلها من الكيفيات، ولا يكون منها شيء من وحي القرآن أيضا، الكيفية الخامسة أن يأتيه الملك في النوم بما يأمره الله به قيل ومن هذه الكيفية الوحي بسورة الكوثر وجميع هذه الكيفيات حق وهي حجة على النبي وعلى سائر المكلفين بلا خلاف نعلمه بين أحد من المسلمين، وأما الوحي الباطن وهو ما ينال بالاجتهاد والتأمل في حكم النص فمنعه الأشاعرة وأكثر المعتزلة وجوزه أحمد وأبو يوسف والشافعي وجوزه بعض في الحروب دون أحكام الدين، قال البدر رحمه الله تعالى: "والمختار وقوعه لقوله تعالى: { عفا الله عنك لم أذنت لهم } (التوبة: 43) الآية، ولقوله عليه الصلاة والسلام: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي""، واحتج المانعون بأنه لو جاز ذلك لجازت مخالفته كسائر المجتهدين والإجماع على منع مخالفته وأيضا فلو جوزنا صدور الأحكام عن رأي منه ونحن وهو على سواء في الآراء كان منفرا من قبول كلامه لنه يلزم من تجويز ذلك تجويز الغلط عليه كما في المجتهدين، وأجيب بأن الله سبحانه قد أوجب علينا اتباع قوله سواء صدر عن وحي أم عن اجتهاد بخلاف غيره وحينئذ لا مخالفة ولا تنفير ولا غلط يخشى، وأيضا فاجتهاده عليه الصلاة والسلام وحي باطن بمعنى أنه إلهام منه تعالى لقوله تعالى: { وما ينطق عن
Page 4