82

Explication des poèmes de Mutanabbi

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

Chercheur

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

تَخُونُ المَنَايا عَهْدَهُ في سَلِيلِهِ ... وَتَنْصُرُهُ بَيْنَ الفَوارِسِ والرَّجْلِ
السليل: الولد.
فيقول معجبًا بأمره، ومنبهًا على جلالة قدره: وإن الموت حتم من الله تعالى على جميع خلقه. تخالفه المنايا فتخترم نفس ابنه، وتخون عهده في سليله وتنصره في حربه، وتطيعه عند مواقعته بعدوه، وفي هذا شاهد على أن الموت لا يدفع بقوة، ولا يمتنع منه برفعة.
وَيَبْقَى عَلَى مَرَّ الحوادِثِ صَبْرُهُ ... وَيَبْدُو الفِرَنْدُ على الصَّقْلِ
الفرند: وشيء السيف.
ثم قال: إن الحوادث لا تذهب بصيره، ولا تخل بجلده، ولكنها تبقي ذلك وتظهره،
وتبديه وتبينه، كما يبدي فرند السيف صقله، ويظهر بجلائه فضله.
وَمَنْ كَانَ ذَا نَفْسٍ كَنَفْسكَ حُرَّةٍ ... فَفيهِ لها مُغْنٍ وفيها له مُسْلي
ثم قال: ومن كان ذا نفس حرة كنفسك، وذا طبيعة كريمة كطبيعتك، ففي جلالته ما يغني نفسه عن كل حميم يفقده، وفي كرم نفسه ما يسليه عن كل مهم يطرقه.

1 / 238