التقلقل: دوام الحركة، والقلل: الرؤوس، واحدتها قلة، وقلة كل شيء: أعلاه.
ثم قال: وما تقر سيوف في دولها، وتسكن في ممالكها، حتى تطول حركتها في ضرب رؤوس المخالفين، وتشهر آثارها في قمع المعترضين، فحينئذ تنوب رهبتها عن استلالها، وتغني هيبتها عن استعمالها، وأشار بذلك إلى انصراف الديلمي دون حر، تهيبًا لسيف الدولة.
مِثْلُ الأميرِ بَغَى أمْرًا فَقَرَّبَهُ ... طُولُ الرَّمَاحِ وَأيْدي الخيل والإبلِ
يقول، مصدقًا لما شرطه، ومحققًا لما ذكره: مثل الأمير سيف الدولة بغى حماية الموصل، ودفع الديلمي عنها، فقرب له ذلك طول رماحه في وقائعه، وإسراع خيله وإبله إلى أعاديه.
وَعَزْمَةُ بَعَثَتْها هِمَّةُ زُحَلُ ... مِنْ تَحْتِها بِمَكانِ التُّرْبِ من زُحَلِ
ثم قال: وعزمة استعملها نافذة، بعثتها منه همة عالية، يتواضع زحل عن علو موضعها، كتواضع الترب عن علو موضعه.
على الفُرَاتِ أعَاصيرُ وفي حَلَبٍ ... تَوَحُّشُ لِمُلَقَّى النَّصرِ مُقْتَبَلِ
1 / 218