وشمل جميعهم شمول المنصف، وطابق بين الجور والعدل.
وَطَعْنٍ يَجْمَعُ شَذَّا نُهُمْ ... كما اجْتَمعَتْ دِرَّةُ الحافِلِ
الشَّذان: القوم المتفرقون، وشذان الحصى: ما أفترق منه، والحافل من الشياه: التي قد اجتمع في لبنها في ضرعها.
ثم قال: وبدوت لهم جمع شذانهم بشدته. وحصرهم لمخافته، كما يجمع الضرع الحافل درته، ويحصر لبنه.
إِذا ما نَظَرْتَ إلى فَارِسٍ ... تَحيَّرَ عَنْ مَذْهَبِ الرَّاحلِ
يقول لسيف الدولة: إن أصحاب الخارجي لما رأوك، تداخلهم من هيبتك، وأدركهم من مخافتك، ما صار فارسهم معه يعجز عما يبلغه الراجل، وقويهم يقصر عما يفعله الضعيف.
فَظَلَّ يُخَضَب منها اللَّحى ... فَتًى لا يُعِيدُ على النَّاصِل
ثم قال: فخضب لحاهم بدمائهم منك فتى، لا يقصد بخضابه قصد التزيين، وإنما يقصد به. قصد الإهلاك، فليس يحفل إذا أتلف النفس بما أخطئه خضابه من الشعر. ونصول الشعر: خروجه خروجهُ من الخضاب.
1 / 208