206

Explication des poèmes de Mutanabbi

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

Enquêteur

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

فيقول لسيف الدولة: رضيت من فرسانك بأن صليت الحرب، فرأوك وشهدوك، وقرعت حبيك بيض الروم بجلادك، فاستمعوا، يشير إلى أنه أقدم وأحجموا، وكر في أعقابهم وانهزموا.
لَقَدْ أَبَاحَكَ غِشًَّا في مُعَامَلةٍ ... مَنْ كُنْتَ مِنْه بِغَيرِ الصَّدقِ تَنْتفِعُ
ثم قال يخاطبه: لقد أباحك الغش في معاملته من كذبك عن نفسه، ولبس عليك في أمره، فأراك الشجاعة، والجبن خليقته، وأظهر لك الجلد، والضعف حقيقته، فموه بما لا يبلغه، وتعاطى عندك ما لا يفعله.
الدَّهرُ مُعْتَذِرُ والسَّيفُ مُنْتَظِرُ ... وَأَرْضُهُمْ لَكَ مُصْطَافُ وَمُرْتَبَعُ
المصطاف: موضع الإقامة في الصيف، والمرتبع: موضع الإقامة في الربيع.
فيقول لسيف الدولة: الدهر معتذر مما سمح به للروم في نيلهم من أطراف جيشك، والسيف منتظر لإدراك الثأر فيهم، واستعجال الانتقام منهم، وأرضهم مصطاف لجيوشك، ومرتبع لخيولك، لا تغبهم وقائعك، ولا تنام عنهم عزائمك.
وما الجِبَالُ لِنَصْرانٍ بِحَامِيةٍ ... وَلَوْ تَنَصَّر فيها الأَعْصَمُ الصَّدَعُ

1 / 362