130

Sharh Sahih al-Bukhari - Osama Suleiman

شرح صحيح البخاري - أسامة سليمان

Genres

إشعار الميت
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فلا زلنا مع صحيح الإمام البخاري في: (كتاب الجنائز)، وسنذكر الباب الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر قبل الشروع في باب: (الثياب البيض للكفن).
قال البخاري رحمه الله تعالى: [باب: (كيف الإشعار للميت)].
يقول البخاري ﵀: حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا ابن جريج أن أيوب أخبره قال: سمعت ابن سيرين يقول: جاءت أم عطية ﵂، امرأة من الأنصار من اللاتي بايعن، قدمت البصرة، تبادر ابنًا لها فلم تدركه، فحدثتنا قالت: (دخل علينا النبي ﷺ ونحن نغسل ابنته).
وحديث غسل بنت النبي ﵊ هو العمدة في هذه الأبواب، وهو من طريق أم عطية ﵂، وأم عطية ﵂ صاحبة الحديث الخاص بالختان في سنن أبي داود، وقد صححه الحافظ ابن حجر والحافظ ابن عساكر والعلامة الألباني، إذ فيه أن النبي ﷺ قال لها وهي تختن النساء: (أخفضي ولا تنهكي؛ فإنه أحظى للزوج وأبهى للوجه).
قالت أم عطية (دخل علينا النبي ﷺ ونحن نغسل ابنته فقال: اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورًا، فإذا فرغتن فآذنني.
قالت: فلما فرغنا ألقى إلينا حقوه) والحقو هو الإزار، فقد كان يلبسه ﵊.
(فقال: أشعرنها إياه ولم يزد على ذلك).
ومعنى: (أشعرنها إياه): أي: اجعلن الإزار يباشر ويمس جسدها ﵂ وقد سبق وأن بوب البخاري رحمه الله تعالى باب: (هل تكفّن المرأة في إزار الرجل؟)، إذ إن النبي ﵊ خلع إزاره وجعله كفنًا لابنته زينب كما في حديث أم عطية ﵂.

7 / 2