264

Sharh Riyadh as-Salihin by Ibn Uthaymeen

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

Maison d'édition

دار الوطن للنشر

Année de publication

1426 AH

Lieu d'édition

الرياض

عليها الطلق، ولا كأنها تطلق.
قالت أم سليم لزوجها أبي طلحة: انطلق، فانطلق، ودخل المدينة مع رسول الله ﷺ، ولما وصلوا إلى المدينة وضعت. ففي هذا كرامة لأبي طلحة ﵁ حيث خفف الله الطلق على امرأته بدعائه، ثم لما وضعت قالت أم سليم لابنها أنس بن مالك - وهو أخو هذا الحمل الذي ولد، أخوه من أمه - قالت: احتمله إلى رسول الله ﷺ ومعهم نمر، فيأخذ النبي صلي الله عليه وسلم التمرة فيمضغها بفمه ثم يحنك بها الصبي، لأن في ذلك فائدتين:
الفائدة الأولى: بركة ريق النبي صلي الله عليه وسلم وكان الصحابة ﵃ يتبركون بريق النبي صلي الله عليه وسلم وبعرقه، حتى كان من عادتهم أنه إذا كان في الصباح وصلى الفجر أتوا بآنية فيها ماء فغمس النبي صلي الله عليه وسلم يديه في الماء، وعرك يديه في الماء، فيأتي الصبيان بهذا الماء ثم ينطلقون به إلى أهليهم يتبركون بأثر النبي صلي الله عليه وسلم.
وكان الصحابة ﵃ إذا توضأ النبي ﵊ كادوا يقتتلون على وضوئه، أي: فضل الماء، يتبركون به، وكذلك من عرقه وشعره.
حتى كان عند أم سلمة - إحدى زوجات الرسول ﵊ وإحدى أمهات المؤمنين - عندها جلجل من فضة، أي مثل «الطابوق) فيه شعرات النبي صلي الله عليه وسلم يستشفون بها، أي يأتون بشعرتين أو ثلاثة

1 / 269