291

Commentaire sur les sept longs poèmes préislamiques

شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات

Enquêteur

عبد السلام محمد هارون

Maison d'édition

دار المعارف [سلسلة ذخائر العرب (٣٥)]

Numéro d'édition

الخامسة

Genres

وهل حرف استفهام لا موضع لها. والشعراء يرتفعن بغادر. والمتردم خفض في اللفظ بمن،
وموضعه في التأويل نصب، والتقدير: هل غادر الشعراء متردما. وتما تدخل من مع الجحد وما
يضارعه من الاستفهام والجزاء وما أشبهه، فإذا جاءت الأفعال المحققة لم تدخل معها، كقولك: أكرمت
رجلا وكسبت مالا، لا يجوز أكرمت من رجل وكسبت من مال. وأم نسقت ما بعدها على ما قبلها،
والتاء رفع بفعلها، والدار مفعوله، وبعد صلة الفعل.
(يا دارَ عَبْلَةَ بِالجِوَاءِ تَكَلَّمِي ... وعِمِي صَبَاحًا دارَ عَبْلَةَ واسْلَمِي)
(الدار): منزل القوم مبنيا وغير مبني. و(الجواء): بلد يسميه أهل نجد حواء عدنة. والجواء أيضا:
جمع جو، وهو البطن من الأرض الواسع في انخفاض. وقوله (تكلمي)، معناه اخبري عن أهلك
وسكانك. قال:
وقفتُ يومًا به أسائله ... والدَّمعُ منى الحثيثُ يستبِقُ
يا ربعُ أنَّى تقولهم سَلكوا ... بأيِّ وجه تراهم انصفقوا
وقال جرير:
يا دارُ لا تستعجمي يا دار ... وأخبرِي ما فعل الأحرارُ
وقوله (وعمي صباحا) أراد: انعمي واسلمي في الصباح من الآفات. ومعنى (أسلمي) سلمك الله
﵎ من الآفات. يقال: انعم صباحا وعم صباحا، وانعم ظلاما وعم ظلاما. قال الشاعر:
أتَوْا ناري فقلت مَنُون قالوا ... فإنَّا الجنُّ قلت: عموا ظلاما
فقلتُ: إلى الطعام فقال منهم ... زعيمٌ: نحسُدُ الإنسَ الطعاما

1 / 296