Commentaire sur le Nahj al-Balagha
شرح نهج البلاغة
Enquêteur
محمد عبد الكريم النمري
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Édition
الأولى
Année de publication
1418 AH
Lieu d'édition
بيروت
فكتب إليه عمرو الجواب : أما بعد أقول : فالذي فيه صلاحنا وألفتنا الإنابة إلى الحق ، وقد جعلنا القرآن بيننا حكما ، وأجبنا إليه ، فصبر الرجل منا نفسه على ما حكم عليه القرآن ، وعذره الناس بعد المحاجزة ، والسلام .
فكتب إليه علي عليه السلام : أما بعد ، فإن الذي أعجبك من الدنيا مما نازعتك إليه نفسك ، ووثقت به منها لمنقلب عنك ، ومفارق لك ، فلا تطمئن إلى الدنيا فإنها غزارة ، ولو اعتبرت بما مضى لحفظت ما بقي ، وانتفعت منها بما وعظت به . والسلام .
فأجابه عمرو : أما بعد ، فقد أنصف من جعل القرآن إماما ، ودعا الناس إلى أحكامه ، فاصبر أبا حسن ، فإنا غير منيليك إلا ما أنالك القرآن ، والسلام .
قال نصر : وجاء الأشعث إلى علي عليه السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين ، وما أرى الناس إلا قد رضوا ، وسرهم أن يجيبوا القوم إلى ما دعوهم إليه من حكم القرآن ، فإن شئت أتيت معاوية فسألته ما يريد ، ونظرت ما الذي يسأل ، قال : فآته إن شئت ، فأتاه ، فسأله : يا معاوية : لأي شيء رفعتم هذه المصاحف ؟ قال : لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله به فيها ، فابعثوا رجلا منكم ترضون به ، ونبعث منا رجلا ، ونأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله ولا يعدوانه ، ثم نتبع ما اتفقا عليه . فقال الأشعث : هذا هو الحق . وانصرف إلى علي عليه السلام ، فأخبره ، فبعث علي عليه السلام قراء من أهل العراق ، وبعث معاوية قراء من أهل الشام ، فاجتمعوا بين الصفين ، ومعهم المصحف فنظروا فيه وتدارسوا واجتمعوا على أن يحيوا ما أحيا القرآن ، ويميتوا ما أمات القرآن ، ورجع كل فريق إلى صاحبه ، فقال أهل الشام : إنا قد رضينا واخترنا عمرو بن العاص ، وقال الأشعث والقراء الذين صاروا خوارج فيما بعد : قد رضينا واخترنا أبا موسى الأشعري ، قال لهم علي عليه السلام : فإني لا أرضى بأبي موسى ولا أرى أن أوليه ، فقال الأشعث وزيد بن حصين ومسعر بن فدكي في عصابة القراء : إنا لا نرضى إلا به ، فإنه قد كان حذرنا ما وقعنا فيه . فقال علي عليه السلام : فإنه ليس لي برضا ، وقد فارقني وخذل الناس عني ، وهرب مني حتى أمنته بعد أشهر ، ولكن هذا ابن عباس أوليه ذلك . قالوا : والله ما نبالي ، أكنت أنت أو ابن عباس ! ولا نريد رجلا هو منك ومن معاوية سواء ، ليس إلى واحد منكما بأدنى من الآخر . قال علي عليه السلام : فإني أجعل الأشتر ، فقال الأشعث : وهل سعر الأرض علينا إلا الأشتر ! وهل نحن إلا في حكم الأشتر ! قال علي عليه السلام : وما حكمه ؟ قال : حكمه أن يضرب بعضنا بعضا بالسيف حتى يكون ما أردت وما أراد .
Page 134