Commentaire sur le Nahj al-Balagha
شرح نهج البلاغة
Enquêteur
محمد عبد الكريم النمري
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Édition
الأولى
Année de publication
1418 AH
Lieu d'édition
بيروت
Vos recherches récentes apparaîtront ici
Commentaire sur le Nahj al-Balagha
Ibn Abi al-Hadid (d. 656 / 1258)شرح نهج البلاغة
Enquêteur
محمد عبد الكريم النمري
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Édition
الأولى
Année de publication
1418 AH
Lieu d'édition
بيروت
ثم استمر القتال من نصف الليل الثاني إلى ارتفاع الضحى ، والأشتر يقول لأصحابه ، وهو يزحف بهم نحو أهل الشام : ازحفوا قيد رمحي هذا ، ويلقي رمحه ، فإذا فعلوا ذلك ، قال : ازحفوا قاب هذا القوس ، فإذا فعلوا ذلك سألهم مثل ذلك ، حتى مل أكثر الناس من الإقدام ، فلما رأى ذلك قال : أعيذكم بالله أن ترضعوا الغنم سائر اليوم . ثم دعا بفرسه ، وركز رايته ، وكانت مع حيان بن هوذة النخعي ، وسار بين الكتائب ، وهو يقول : ألا من يشتري نفسه لله ويقاتل مع الأشتر ، حتى يظهر أو يلحق بالله ! فلا يزال الرجل من الناس يخرج إليه فيقاتل معه .
قال نصر : وحدثني عمرو قال : حدثني أبو ضرار ، قال : حدثني عمار بن ربيعة ، قال : مر بي الأشتر ، فأقبلت معه حتى رجع إلى المكان الذي كان به ، فقام في أصحابه ، فقال : شدوا - فدا لكم عمي وخالي - شدة ترضون بها الله ، وتعزون بها الدين . إذ أنا حملت فاحملوا ثم نزل ، وضرب وجه دابته ، وقال لصاحب رايته : أقدم ، فتقدم بها ، ثم شد على القوم ، وشد معه أصحابه ، فضرب أهل الشام حتى انتهى بهم إلى معسكرهم ، فقاتلوا عند المعسكر قتالا شديدا ، وقتل صاحب رايتهم ، وأخذ علي عليه السلام - لما رأى الظفر قد جاء قبله - يمده بالرجال .
وروى نصر عن رجاله ، قال : لما بلغ القوم إلى ما بلغوا إليه ، قام علي عليه السلام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أيها الناس ، قد بلغ بكم الأمر وبعدوكم ما قد رأيتم ، ولم يبق منهم إلا آخر نفس ، وإن الأمور إذا أقبلت اعتبر آخرها بأولها ، وقد صبر لكم القوم على غير دين حتى بلغنا منهم ما بلغنا ، وأنا غاد عليهم بالغداة أحاكمهم إلى الله .
Page 124
Entrez un numéro de page entre 1 - 3 544