299

Commentaire sur le Nahj al-Balagha

شرح نهج البلاغة

Enquêteur

محمد عبد الكريم النمري

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Édition

الأولى

Année de publication

1418 AH

Lieu d'édition

بيروت

أنت فكن ذاك إن شئت ؛ فأما أنا والله دون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام ، وتطيح السواعد والأقدام ، ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء .

أيها الناس ، إن لي عليكم حقا ، ولكم علي حق ، فأما حقكم علي فالنصيحة لكم ، وتوفير فيئكم عليكم ، وتعليمكم كيلا تجهلوا ، وتأديبكم كيما تعلموا . وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة ، والنصيحة في المشهد والمغيب ، والإجابة حين أدعوكم ، والطاعة حين آمركم .

الشرح : أف لكم : كلمة استقذار ومهانة ؛ وفيها لغات . ويرتج : يغلق . والحوار : المحاورة والمخاطبة . وتعمهون : من العمه وهو التحير والتردد ، الماضي عمه بالكسر .

وقوله : دارت أعينكم ، من قوله تعالى : ' ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت ' ، ومن قوله : ' تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ' .

وقلوبكم مألوسة ، من الألس ، بسكون اللام ، وهو الجنون واختلاط العقل .

قوله : ما أنتم لي بثقة سجيس الليالي ، كلمة تقال للأبد ، تقول : لا أفعله سجيس الليالي ، وسجيس عجيس ، وسجيس الأوجس ، معنى ذلك كله الدهر ، والزمان ، وأبدا .

قوله : ما أنتم بركن يمال بكم ، أي لستم بركن يستند إليكم ، ويمال على العدو بعزكم وقوتكم .

قوله : ولا زوافر عز ، جمع زافرة ، وزافرة الرجل : أنصاره وعشيرته ؛ ويجوز أن يكون زوافر عز ، أي حوامل عز ، زفرت الجمل أزفره زفرا ، أي حملته .

قوله : سعر نارالحرب ، جمع ساعر ، كقولك : قوم كظم للغيظ ، جمع كاظم ، وتمتعضون : تأنفون وتغضبون . وحمس الوغى ؛ اشتد ، وأصل الوغى الصوت والجلبة ، ثم سميت الحرب نفسها وغى ، لما فيها من الأصوات والجلبة . واستحر الموت ، أي اشتد .

وقوله : انفرجتم انفراج الرأس ، أي كما ينفلق الرأس فيذهب نصفه يمنة ونصفه شامة . والمشرفية : السيوف المنسوبة إلى مشارف ، وهي قرى من أرض العرب تدنو من الريف ، ولا يقال : مشارفي ، كما لا يقال : جعافري ، لمن ينسب إلى جعافر .

وفراش الهام : العظام الخفيفة تلي القحف .

وقال الرواندي في تفسير قوله : انفراج الرأس ، أراد به انفرجتم عني رأسا ، أي قطعا ، وعرفه بالألف واللام ، وهذا غير صحيح لأن رأسا لا يعرف . قال : وله تفسير آخر ، أن يكون المعنى انفراج رأس من أدنى رأسه إلى غيره ، ثم حرف رأسه عنه .

Page 113