Commentaire sur le Nahj al-Balagha
شرح نهج البلاغة
Enquêteur
محمد عبد الكريم النمري
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Édition
الأولى
Année de publication
1418 AH
Lieu d'édition
بيروت
وقيل : بل قتله كنانة بن بشر التجيبي وقيل : بل قتيرة بن وهب . ودخل غلمان عثمان ومواليه ، فضرب أحدهم عنق سودان فقتله ، فوثب قتيرة بن وهب على ذلك الغلام فقتله ، فوثب غلام آخر على قتيرة فقتله ، ونهبت دار عثمان ، وأخذ ما على نسائه وما كان في بيت المال ، وكان فيه غرارتان دراهم . ووثب عمرو بن الحمق على صدر عثمان وبه رمق فطعنه تسع طعنات ، وقال : أما ثلاث منها فإني طعنتهن لله تعالى ، وأما ست منها فلما كان في صدري عليه . وأرادوا قطع رأسه ، فوقعت عليه زوجتاه : نائلة بنت الفرافصة وأم البنين ، ابنة عيينة بن حصن الفزاري ، فصحن وضربن الوجوه ، فقال ابن عديس : اتركوه ، وأقبل عمير بن ضابئ البرجمي فوثب عليه ، فكسر ضلعين من أضلاعه ، وقال له : سجنت أبي حتى مات في السجن ! وكان قتله يوم الثامن عشر من ذي الحجة من سنة خمس وثلاثين . وقيل : بل في أيام التشريق ، وكان عمره ستا وثمانين سنة .
قال أبو جعفر : وبقي عثمان ثلاثة أيام لا يدفن . ثم إن حكيم بن حزام بن مطعم كلما عليا عليه السلام في أن يأذن في دفنه ففعل ، فلما سمع الناس بذلك قعد له قوم في الطريق بالحجارة ، وخرج به ناس يسير من أهله ، ومعهم الحسن بن علي وابن الزبير ، وأبو جهم بن حذيفة بين المغرب والعشاء ، فأتوا به حائطا من حيطان المدينة ، يعرف بحش كوكب وهو خارج البقيع ، فصلوا عليه . وجاء ناس من الأنصار ليمنعوا من الصلاة عليه ، فأرسل علي عليه السلام ، فمنع من رجم سريره ، وكف الذي راموا منع الصلاة عليه ، ودفن في حش كوكب ، فلما ظهر معاوية على الأمر ، أمر بذلك الحائط فهدم ، وأدخل في البقيع ، وأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حول قبره ؛ حتى اتصل بمقابر المسلمين بالبقيع .
وقيل إن عثمان لم يغسل ، وإنه كفن في ثيابه التي قتل فيها .
وقال أبو جعفر : وروي عن عامر الشعبي أنه قال : ما قتل عمر بن الخطاب حتى ملته قريش واستطالت خلافته ، وقد كان يعلم فتنتهم ، فحصرهم في المدينة وقال لهم : إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة انتشاركم في البلاد . وإن كان الرجل ليستأذنه في الغزو ، فيقول : إن لك في غزوك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكفيك ، وهو خير لك من غزوك اليوم ، وخير لك من الغزو ألا ترى الدنيا ولا تراك . فكان يفعل هذا بالمهاجرين من قريش ، ولم يكن يفعله بغيرهم من أهل مكة ، فلما ولي عثمان الخلافة خلى عنهم فانتشروا في البلاد ، وخالطهم الناس ، وأفضى الأمر إلى ما أفضى إليه ، وكان عثمان أحب إلى الرعية من عمر .
قال أبو جعفر : وكان أول منكر ظهر بالمدينة في خلافة عثمان حين فاضت الدنيا على العرب والمسلمين طيران الحمام والمسابقة بها ، والرمي عن الجلاهقات - وهي قسي البندق - فاستعمل عثمان عليها رجلا من بني ليث في سنة ثمان من خلافته فقص الطيور وكسر الجلاهقات .
Page 95