Commentaire sur le Nahj al-Balagha

Ibn Abi al-Hadid d. 656 AH
136

Commentaire sur le Nahj al-Balagha

شرح نهج البلاغة

Chercheur

محمد عبد الكريم النمري

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1418 AH

Lieu d'édition

بيروت

أبت سيوف مذحج وهمدان . . . بأن ترد نعثلا كما كان خلقا سويا بعد خلق الرحمن . . . وقد قضى بالحكم حكم الشيطان

وفارق الحق ونور الفرقان . . . فذاق كأس الموت شرب الظمآن

ومن الرجز المشهور المقول يوم الجمل ، قال أهل البصرة :

يا أمنا عائش لا تراعي . . . كل بنيك بطل المصاع

ينعى ابن عفان إليك ناع . . . كعب بن سور كاشف القناع

فارضي بنصر السيد المطاع . . . والأزد فيها كرم الطباع

ومنه قول بعضهم :

يا أمنا يكفيك منا دنوه . . . لن يؤخذ الدهر الخطام عنوه

وحولك اليوم رجال شنوه . . . وحي همدان رجال الهبوه

والمالكيون القليلو الكبوة . . . والأزد حي ليس فيهم نبوه

قالوا : وخرج من أهل البصرة شيخ صبيح الوجه ، نبيل ، عليه جبة وشي ، يحض الناس على الحرب ، ويقول :

يا معشر الأزد عليكم أمكم . . . فإنها صلاتكم وصومكم

والحرمة العظمى التي تعمكم . . . فأحضروها جدكم وحزمكم

لا يغلبن سم العدو سمكم . . . إن الغدو إن علاكم زمكم

وخصكم بجوره وعمكم . . . لا تفضحوا فداكم قومكم

قال المدائني والواقدي : وهذا الرجز يصدق الرواية أن الزبير وطلحة قاما في الناس ، فقالا : إن عليا إن يظفر فهو فناؤكم يا أهل البصرة ، فاحموا حقيقتكم ، فإنه لا يبقي حرمة إلا انتهكها ، ولا حريما إلا هتكه ، ولا ذرية إلا قتلها ، ولا ذوات خدر إلا سباهن ، فقاتلوا مقاتلة من يحمي عن حريمه ، ويختار الموت على الفضيحة يراها في أهله .

وقال أبو مخنف : لم يقل أحد من رجاز البصرة قولا كان أحب إلى أهل الجمل من قول هذا الشيخ ، استقتل الناس عند قوله ، وثبتوا حول الجمل ، وانتدبوا ، فخرج عوف بن قطن الضبي ، وهو ينادي : ليس لعثمان ثأر إلا علي بن أبي طالب وولده ، فأخذ خطام الجمل ، وقال :

يا أم يا أم خلا مني الوطن . . . لا أبتغي القبر ولا أبغي الكفن

من ههنا محشر عوف بن قطن . . . إن فاتنا اليوم علي فالغبن

أو فاتنا ابناه حسين وحسن . . . إذا أمت بطول هم وحزن

ثم تقدم ، فضرب بسيفه حتى قتل .

Page 156