Tafsir Nahj Al-Balagha par Muhammad Abduh
شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
1412 AH
Genres
[النص]
65 - ومن خطبة له عليه السلام الحمد لله الذي لم يسبق له حال حالا (1).
~~فيكون أولا قبل أن يكون آخرا. ويكون ظاهرا قبل أن يكون باطنا كل مسمى بالوحدة غيره قليل (2). وكل عزيز غيره ذليل. وكل قوي غيره ضعيف. وكل مالك غيره مملوك. وكل عالم غيره متعلم. وكل قادر غيره يقدر ويعجز. وكل سميع غيره يصم عن لطيف الأصوات ويصمه كبيرها ويذهب عنه ما بعد منها (3). وكل بصير غيره يعمى عن
[الشرح]
على بصيرته حجاب الغفلة عما هو صائر إليه (1) ما لله من وصف فهو لذاته يجب بوجوبها، فكما أن ذاته سبحانه لا يدنو منها التغير والتبدل، فكذلك أوصافه هي ثابتة له معا لا يسبق منها وصف وصفا وإن كان مفهومها قد يشعر بالتعاقب إذا أضيفت إلى غيره، فهو أول وآخر أزلا وأبدا، أي هو السابق بوجوده لكل موجود، وهو بذلك السبق باق لا يزول وكل وجود سواه فعلى أصل الزوال مبناه، ثم هو في ظهوره بأدلة وجوده باطن بكنهه لا تدركه العقول ولا تحوم عليه الأوهام (2) الواحد أقل العدد ومن كان واحدا منفردا عن الشريك محروما من المعين كان محتقرا لضعفه ساقطا لقلة أنصاره. أما الوحدة في جانب الله فهي علو الذات عن التركيب المشعر بلزوم الانحلال وتفردها بالعظمة والسلطان وفناء كل ذات سواها إذا اعتبرت منقطعة النسبة إليها فوصف غير الله بالوحدة تقليل والكمال في عالمه أن يكون كثيرا، إلا الله فوصفه بالوحدة تقديس وتنزيه، وبقية الأوصاف ظاهرة (3) السامعون من الحيوان والانسان لقوى سمعهم حد محدود فما خفي من الأصوات لا يصل إليها فهي صماء عنه. فيصم بفتح الصاد مضارع صم إذا أصيب بالصمم وفقد السمع، وما عظم من الأصوات حتى فات المألوف
Page 112