290

Commentaire sur la Mishkat par Al-Taybi, Révélateur des Vérités des Traditions

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

Enquêteur

د. عبد الحميد هنداوي

Maison d'édition

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

٢٥٠ - وعنه، مرسلًا، قال: سئل رسول الله ﷺ عن رجلين كانا في بني إسرائيل: أحدهما كان عالمًا يصلي المكتوبة، ثم يجلس فيعلم الناس الخير، والآخر يصوم النهار ويقوم الليل؛ أيهما أفضل؟ قال رسول الله ﷺ: «فضل هذا العالم الذي يصلي المكتوبة ثم يجلس فيعلم الناس الخير على العابد الذي يصوم النهار ويقوم الليل كفضلي على أدناكم». رواه الدارمي [٢٥٠].
٢٥١ - وعن علي، ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «نعم الرجل الفقيه في الدين؛ إن احتيج إليه نفع، وإن استغني عنه أغنى نفسه» رواه رزين [٢٥١].
ــ
تدل على الجنسية وعلى العدد، والذي سيق له الكلام هو العدد للدلالة على قرب منزلتهم من النبيين، فلو لم يقيد أوهم التنكير فيها التفخيم والتعظيم، فأزيل الوهم بالتوكيد. والله أعلم.
الحديث الثاني عن الحسن: قوله: «فضل هذا العالم» أطنب في الجواب كل الإطناب وكان يكفي في جواب أيهما أفضل؟ أن يقال: الأول، أو العالم، لتعظيم شأنه، وتقريره في ذهن السامع، وإعجابه منه. ولفظة «هذا» في الحديث كما في قول الشاعر:
هذا أبو الصقر فردًا في محاسنه من نسل شيبان بين الضال والسلم
وهذا الحديث يقرر ما ذهبنا إليه في شرح فضل العالم على العابد مطلقين أنهما مقيدان بالعبادة والعلم؛ لأن المطلق محمول على المقيد إذا كان في أمر واحد وفاقًا. فإن قلت: بم عرفت أن العابد كان أيضًا متحليًا بالعلم لكنه دونه؟ قلت: لو لم يكن عالمًا لم يتوجه السؤال؛ لأن كل واحد يعلم أن العالم العامل أفضل من الجاهل، فالمراد العالم الذي يشتغل بخويصة نفسه دون غيره. ويدل عليه تقييد الأول بقوله: «ثم يجلس فيعلم».
الحديث الثالث عن علي ﵁: قوله: «الفقيه» وهو المخصوص بالمدح. و«في الدين»

2 / 702