244

Commentaire sur la Mishkat par Al-Taybi, Révélateur des Vérités des Traditions

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

Chercheur

د. عبد الحميد هنداوي

Maison d'édition

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

١٩٤ - وعن جابر، أن عمر بن الخطاب، ﵄، أتى رسول الله ﷺ بنسخة من التوراة، فقال: يا رسول الله! هذه نسخة من التوراة، فسكت، فجعل يقرأ ووجه رسول الله ﷺ يتغير. فقال أبو بكر: ثكلتك الثواكل! ما ترى ما بوجه رسول الله ﷺ؟! فنظر عمر إلى وجه رسول الله ﷺ فقال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيًا. فقال رسول الله ﷺ: «والذي نفس محمد بيده، لو بدا لكم موسى فاتبعتموني وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل؛ ولو كان حيًا وأدرك نبوتي لا تبعني» رواه الدارمي [١٩٤].
١٩٥ - وعنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «كلامي لا ينسخ كلام الله، وكلام الله ينسخ كلامي، وكلام الله ينسخ بعضه بعضًا». [١٩٥].
ــ
ففسر بقوله: «فضلهم» كما قال الله تعالى: ﴿ألم نشرح لك صدرك﴾ و﴿رب اشرح لي صدري﴾ والمراد بالعرفان: ما يلازمه من متابعتهم، ومحبتهم، والتخلق بأخلاقهم، فإذا قوله «واتبعوهم على آثارهم» إلى آخره عطف على «اعرفوا» على سبيل البيان، فقوله: «على إثرهم» حال مؤكدة من فاعل «اتبعوا»، كقوله تعالى: ﴿ثم وليتم مدبرين﴾ ويجوز أن يكون من المفعول، والله أعلم، رزقنا الله متابعتهم في الدنيا، ومرافقتهم في العقبى، وحسن أولئك رفيقا.
الحديث العاشر عن جابر: قوله: «فجعل» جعل بمعنى طفق أي طفق يقرأ، و«ما ترى ما بوجه» ما الأولى نافية، والهمزة مقدرة، والثانية موصولة أو موصوفة. «ثكلتك الثواكل» مضى شرحه في الفصل الثاني من باب الإيمان في حديث معاذ، «ومن غضب الله» توطئة لقوله: «وغضب رسوله»، نحو: أعجبني زيد وكرمه، إيذانًا بأن غضب رسول الله ﷺ غضب الله. «ورضينا» اعتذار مما صدر عنه، جمع الضمير إرشادًا للسامعين، وتنبيهًا للغافلين، وموقع هذه الجملة بعد الاستعاذة موقع الشروع في المقصود من الكلام بعد التثبت، كتمهيد العذر، والله أعلم.

2 / 656