Commentaire sur la Mishkat par Al-Taybi, Révélateur des Vérités des Traditions

Sharaf Din Tibi d. 743 AH
121

Commentaire sur la Mishkat par Al-Taybi, Révélateur des Vérités des Traditions

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

Chercheur

د. عبد الحميد هنداوي

Maison d'édition

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

٨٢ - وعن ابن مسعود، قال: حدثنا رسول الله ﷺ وهو الصادق المصدوق: «إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ــ باسم آدم ووصفه بصفات أربع كل واحدة منها مستقلة. . . في علية عدم ارتكابه الخطيئة، ثم جاء بكلمة الاستبعاد في قوله: «ثم أهبطت» فأسند الإهباط إليه على الحقيقة، والله ﷾ هو المهبط في الحقيقة لقوله تعالى: ﴿قُلْنَا اهْبِطُوا﴾ وقرن الإهباط بالأرض، والإهباط لا يكون إلا إليها؛ ليؤذن بسفالتها التي تورث الخساسة والزذالة، كما قال الله تعالى: ﴿ولَكِنَّهُ أَخْلَدَ إلَى الأَرْضِ واتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ﴾ الآية، بل الغرض الأول من ذلك الإنكار البليغ هذا لقوله: «ثم أهبطت الناس» كأنه ﷺ قال: ما أبعد هذه السفالة عن تلك المعالي والمناصب! أجاب عنه ﷺ بما يقابلها، بل أبلغ من تصدير الجملة بالهمزة، وتصريح اسم موسى ووصفه أيضا بصفات أربع كل واحدة منها مستندة في عليه عدم ذلك الإنكار عليه، ثم رتب العلم الأزلي على ذلك، ثم أتى بدل كلمة الاستبعاد بهمزة الإنكار في قوله: «أفتلومني» وحذف ما تقتضيه الهمزة، والفاء العاطفة من الفعل أي أتجد في التوراة هذا النص الجلي، فتلومني على ذلك؟ فما أبعده من إنكار! وفي هذا التقرير تنبيه على ما قصدناه، من أن تحري قصد الأمور هو الصواب، ثم إنه ﷺ ختم الحديث بقوله: «فحج آدم موسى» بعد افتتاحه وبيانه بقوله: «قال موسى: أنت آدم» إلى آخر الحديث مجملا أولا، ومفصلا ثانيا، ومعيدا له ثالثا تنبها على أن بعض أمته من المعتزلة ينكر حديث القدر، فاهتم لذلك وبالغ في الإرشاد، ويحتمل أن يقال: إنه ﵊ صدر الحديث بقوله: «فحج» تحريما للدعوى، وختمه به إثباتا لها، فعلى هذا تكون الفاء في الأول للعطف، وفي الآخر للنتيجة. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. الحديث الرابع عن ابن مسعود ﵁: قوله: «وهو الصادق المصدوق» الأولى أن تجعل الجملة الأولى اعتراضية لا حالية؛ ليعم الأحوال كلها، وأن يكون من عادته ودأبه ذلك فما أحسن موقعه هنا. قوله: «إن خلق أحدكم» أي ما يخلق منه أحدكم يقرر ويحرز في بطنها. وقال في النهاية: ويجوز أن يكون يريد بالجمع مكث النطفة في الرحم أربعين يوما، أي تمكث النطفة في الرحم تتخمر فيها، حتى تتهيأ للخلق. «خط»: روي عن ابن مسعود في تفسير هذا الحديث: «إن النطفة إن وقعت في الرحم، فأراد الله أن يخلق منها بشرا، طارت في بشرة المرأة تحت كل ظفر وشعر، ثم تمكث أربعين ليلة، ثم تنزل دما في الرحم، فذلك جمعها». والصحابة أعلم الناس بتفسير ما سمعوه، وأحقهم بتأويله، وأولاهم بالصدق فيما يتحدثون به، وأكثرهم احتياطا للتوقي عن خلافه، فليس لمن بعدهم أن يرد عليهم.

2 / 533