65

Sharh Masa'il Al-Jahiliyyah

شرح مسائل الجاهلية

Maison d'édition

دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض

Numéro d'édition

الطبعة الأولى ١٤٢١هـ

Année de publication

٢٠٠٥م

Genres

يقولون: سيبعث النبي الذي في آخر الزمان، ونتبعه، ونقتلكم معه، ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ﴾ [البقرة: ٨٩] أي: لما بعث محمد ﷺ؛ وكان من بني إسماعيل، حسدوه؛ لأنهم يريدون أن تكون النبوة في بني إسرائيل، ويحتجزونها لأنفسهم، فلما كانت في بني إسماعيل، حسدوا رسول الله ﷺ، وهم يعرفون أنه رسول الله؛ ما نفعهم فهمهم ومعرفتهم. فما كل من عرف الحق يعمل به، فقد يصرفه صارف: إما الحسد، وإما الكبر، وإما الطمع في الدنيا، أو الطمع في الرياسة، هناك صوارف تصرف الإنسان عن الحق وهو يعرفه. فالهداية والتوفيق من الله ﷾، ليست عن المعرفة وعن العلم والفهم، فالأمر راجع إلى الله ﷾؛ ولهذا كان الرسول ﷺ يكثر من قول: "يا مقلب القلوب والأبصار، ثبت قلبي على دينك" ١، فمجرد المعرفة والعلم والفهم والفقه، كلها أسباب جيدة، لكن لا تكفي. فهذا مما يعطي المؤمن الحذر، وعدم الاغترار بعلمه، عدم الاغترار بفهمه، وأن يسأل ربه الثبات على الحق والهداية

١ أخرجه الترمذي ٥/٥٧٣ رقم ٣٥٩٦ والحاكم ٢/٢١١ رقم ١٩٧٠، وابن ماجه ١/١٣٢ رقم ١٩٩ وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم ٧٩٨٧، ٧٩٨٨.

1 / 70