38

Sharh Masa'il Al-Jahiliyyah

شرح مسائل الجاهلية

Maison d'édition

دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض

Numéro d'édition

الطبعة الأولى ١٤٢١هـ

Année de publication

٢٠٠٥م

Genres

في الاجتهاد، وليس اختلافًا في العقيدة ولا في الدين، وإنما هو اختلاف في مسائل الفقه، وكان الناس في عهد النبي ﷺ يجتهدون ويختلفون. وهذا الاجتهاد على قسمين: قسم ظهر الدليل مع أحد الطرفين المختلفين فيه فيجب أخذ ما عليه الدليل، وترك ما لم يقم عليه الدليل، فتعرض آراء الفقهاء على الدليل، فما دل عليه الدليل وجب الأخذ به وترك ما خالفه، ويجب على المجتهد الذي لم يوفق للصواب وخالف الدليل أن يقبل الحق ويرجع إلى الصواب، ولا يجوز له الاستمرار في الاجتهاد الخاطئ، ولا يجوز لنا أن نتبعه على الاجتهاد الخاطئ، والأئمة يوصوننا بهذا ويقولون: اعرضوا أقوالنا على الكتاب والسنة، فالإمام أبو حنيفة ﵀ يقول: "إذا جاء الحديث عن الرسول ﷺ فعلى الرأس والعين، وإذا جاء الحديث عن صحابة رسول الله ﷺ فعلى الرأس والعين، وإذا جاء الحديث عن التابعين فنحن رجال وهم رجال". هذا كلام الإمام أبي حنيفة، أقدم الأئمة الأربعة. والإمام مالك ﵀ يقول: "كلنا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر" يعني: رسول الله ﷺ، ويقول ﵀: "أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل،

1 / 43