Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

Ibn Iflili d. 441 AH
64

Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Chercheur

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

عضد، وفي ملك ملك، والعراقان: الكوفة والبصرة. فيقول لكافور: إذا اكتسب الناس الشرف بكرمهم، وأحرزوا المعالي بعطاياهم ومننهم، وكان نيل الشرف غاية قصدهم، وإدراكه مبلغ جهدهم، فأنت تهب الشرف لمن قصدك، والمعالي لمن أملك، وترفع سائلك فتجعله مرجو الفضل، وتبسط يده حتى يوجد كثير البذل. ثم قال: وغير بديع فيما شهر عنك، ولا غريب فيما عهد منك، أن يزورك راجل لا مطية له، وساع على قدميه لشدة الفاقة به، فتغنيه وتجبره، وتشرفه وتظهره، حتى يكون ملكا واليا على الأمصار العظيمة، متقلدا للأعمال الرفيعة، لا تبعد العراقان عن ولاية مثله، ولا تستنكر أن تدبر بأمره. فَقَدْ تَهَبُ الجَيْشَ الذي جَاَء غَازِيًا ... لِسائِلِكَ الفَرْدِ الذي جَاَء عَافِيا وتَحْتَقرُ الدُّنيا احْتقَارَ مُجَرَّبٍ ... يَرَى كُلَّ ما فِيها وحَاشَاكَ فَانِيا العافي: السائل، وحاشا: حرف يجر به، وفيه معنى التعويذ والاستثناء، وقد يكون فعلا فينصب ما بعده. فيقول لكافور: فقد يردك العافي من قصدك، فترفعه وتشرفه، وتعليه وتمكنه حتى يكون أمير جيش، يصرفه قائدا له، ويتملكه غازيا به، فيردك فردا عافيا، ويصير بك أميرا عاليا. ثم قال مخاطبا له: وتحتقر الدنيا احتقار من خبرها بتجربته، وحصرها بمعرفته، فرأى كل ما فيها فانيا لا يدوم، وكل ما شاهد منها راحلا لا يقيم، فسخا بجليل ذلك غير مستعظم، وبذله غير مستكثر، وحاشاك أيها المأمول من معالجة الدنيا لك بالفناء، ونسأل الله لك طول البقاء. وما كُنْتَ مِمَّنْ أَدْرَكَ المُلْكَ بالمُنَى ... وَلكِنْ بأَيَّامٍ أَشَبْنَ النَّواصِيَا عِداكَ تَرَاهَا في البِلادِ مَسَاعِيًَا ... وَأَنْتَ تَراها في السَّمَاءِ مَرَاقِيَا

1 / 64