202

Commentaire sur la métaphysique

شرح ما بعد الطبيعة

قال ارسطاطاليس وايضا الامر الذى لم يزل يطلب منذ دهر وهو الان مطلوب ابدا ويتحير فيه ابدا فى مائية الهوية هو هذا اما الجوهر فمن الناس من قال انه واحد ومنهم من قال انه اكثر من واحد ومنهم من قال انها اشياء متناهية ومنهم من قال انها غير متناهية ولذلك نحن ايضا نقدم النظر فى الذى هو على هذه الحال اكثر ذلك وهو اول وواحد ونقول ما هو فقد يظن ان هوية الجوهر بينة فى الاجرام ولذلك نقول ان الحيوان والنبات واجزاؤها جواهر والاجسام الطبيعية ايضا مثل النار والماء والارض والهواء وكل واحد من مثل هذه وجميع اجزاء هذه والتى هى منها او من اجزائها او من كلياتها مثل السماء واجزائه واجرام النجوم والقمر والشمس فلنفحص هل هذه هى جواهر فقط او جواهر غير هذه ايضا او بعض هذه وبعض غيرها او ليس شىء من هذه بل غيرها اشياء ما فقد ظن بعض الناس ان نهايات الجرم مثل السطح والخط والنقطة والواحد هى الجواهر اكثر من الجرم والمجسم وايضا اكثر من المحسوسة ومن الناس من لا يرى ان شيئا مثل هذا البتة وفيهم من رأى ان هويات كثيرة وانها موبدة مثل ما قال افلاطون ان الصور والتعليمية جوهران وان الجوهر الثالث الذى للاجرام المحسوسة واما خروسيس فقال ان جواهر كثيرة وابتدا من الواحد وان اوائل كثيرة لكل واحد من الجواهر اول وان جوهر واول الاعداد اخر والذى للاعظام اخر ثم للنفس وبمثل هذا النوع تكثر الجواهر وبعض الناس قال ان الصور والاعداد لهما طبيعة واحدة هى هى وان سائر الاشياء يتلوها مثل الخطوط والسطوح الى ان ينتهى الى جوهر السماء وكذلك المحسوسات التفسير لما بين ان ماهيات الجواهر متقدمة على سائر الموجودات وعلة لها اخذ يطلب ما هى ماهيات الجواهر المحسوسة فابتدا اولا يذكر اراء القدماء فى ذلك وعرف ان هذا الطلب لم يزل القدماء يبحثون عنه قديما وحديثا وانه الى زمانه هذا لم يقل فيه احد شيئا يقوم عليه البرهان فابتدأ فقال وايضا الامر الذى لم يزل يطلب منذ دهر طويل وهو الان مطلوب ابدا ويتحير فيه ابدا فى مائية الهوية هو هذا يريد واذ تقرر من امر الجوهر باتفاق انه متقدم على سائر الاعراض فالمطلوب من امر الجوهر الذى لم يزل يطلب منذ دهر طويل وهو الى وقتنا هذا مطلوب ومتحير فيه لم يقل احد فيه قولا برهانيا هو ما الشىء الذى هو ماهية هذا الجوهر وانما قال هذا وعظم امر هذا المطلب لانه اذا عرف ما الشىء الذى هو ماهية هذا الجوهر فقد عرفت العلة الاولى لجميع الموجودات ولكون هذا المطلب متشوقا لجميع الناس بالطبع وعويصا فى نفسه لم يزل كما قال الطلب له قديما وحديثا ولم يصل بعد الناس فيه الى وقتنا الى حقيقته ولما ذكر هذا المعنى من شرف هذا المطلوب وشدة تحير الناس فيه اخذ يعرف مذاهب القدماء فيه وكثرة اختلافهم فقال اما الجوهر فمن الناس من قال انه واحد ومنهم من قال انه اكثر من واحد ومنهم من قال انها اشياء متناهية ومنهم من قال انها غير متناهية˹ وهذه الاراء باعيانها من اراء القدماء هى التى ذكرها عنهم عند فحصه عن مبادئ الجوهر المتحرك اعنى الطبيعى لا كن فحصه هاهنا عن هذه هو بجهة غير الجهة التى فحص بها فى السماع الطبيعى وذلك ان هناك انما فحص عن مبادئ الجسم بما هو طبيعى اى بما هو موجود ساكن او متحرك وهنا انما فحص عنه من جهة ما هو جوهر فقط اى قائم بذاته وذلك ان كون الشىء جوهرا وعرضا هى القسمة الاولى التى ينقسم بها الموجود بما هو موجود والفرق ما بين هذا الطلب والطلب الذى فى العلم الطبيعى ان هذا الطلب يفضى الى معرفة الصورة الاولى لجميع الموجودات والغاية الاخيرة وذلك الطلب الذى استفتح به فى العلم الطبيعى انما افضى الى معرفة المادة الاولى والصور الطبيعية والمحرك الاول فقوله فمن الناس من قال انه واحد˹ يحتمل ان يشير به الى ومالسيس اللذين كانا يقولان ان الموجود واحد وذلك ان هولاء القوم كانوا يرون ان ما سوى الجوهر فليس بشىء وكانوا يرون ان الجوهر بسيط غير مركب ويحتمل ان يريد به قول من كان يقر بالتركيب ويضع الاسطقس واحدا من الاسطقسات الاربعة او متوسطا بينها وذلك ان هولاء يعترفون بالكثرة التى من قبل التركيب ويضعون سائر الاشياء اعراضا ما عدى المبدا الواحد ثم قال ومنهم من قال اكثر من واحد˹ يشير بذلك الى من قال ان مبادئ الجوهر اجزاء لا تتجزا والى من قال انها المتشابهة الاجزاء التى تتبعض بعضها من بعض مثل انكساغورش والى من قال انها اكثر من اسطقس واحد من الاسطقسات الاربعة مثل ابن دقليس ولما كان كل من يقول فى المبدا الذى هو الجوهر عندهم انه واحد او اكثر من واحد منهم من يقول ان هذه الجواهر متناهية ومنهم من يقول انها غير متناهية قال ومنهم من قال انها متناهية ومنهم من قال انها غير متناهية˹ واحسب ان جميع هولاء الذين حكى عنهم هذه الآراء فى الجوهر هم الذين كانوا لم يشعروا من الاسباب الاربعة الا بالمبادى الهيولانية فقط ثم قال ولذلك نحن ايضا نقدم النظر فى الذى هو على هذه الحال اكثر ذلك وهو اول وواحد ونقول ما هو يريد ولهذا الاختلاف كله الذى وقع بين القدماء فقد ينبغى ان نجعل مبدا النظر اولا فى مبدا الجوهر الذى يعترف به الناس انه اولى باسم الجوهر وانه اول وواحد ونقول فيه ما هو وهذا الذى اشار اليه هو مبدا شخص الجوهر ولذلك قال فقد يظن ان هوية الجوهر بينة فى الاجرام يريد وانما جعلنا مبدا النظر فى مبدا شخص الجوهر لان الناس مجمعون على ان اشخاص الاجرام القائمة بذاتها جواهر وان فيها مبدا وهو الذى دل عليه بقوله فقد يظن ان هوية الجوهر بينة فى الاجرام اى فقد يرى الجميع ان طبيعة الجوهر بينة فى الاجرام المشار اليها وهذا الجوهر الذى ذكر انه يريد ان يفحص عنه اولا هو الذى يبين باخرة انه الصورة وانما قال فيه ˺اول˹ لانه سبب الجوهر المشار اليه والجواهر المشار اليها انما صارت جواهر به وانما قال فيه انه واحد لان الجوهر المشار اليه انما صار واحدا بهذا الجوهر وهذا الطباع هو المسمى صورة ثم قال ولذلك نقول ان الحيوان والنبات واجزاؤها جواهر والاجسام الطبيعية مثل النار والماء والارض والهواء وكل واحد من مثل هذه وجميع اجزاء هذه والتى هى منها او من اجزائها او من كلياتها مثل السماء واجزائه من النجوم والقمر والشمس يريد ولكون طبيعته معروفة بنفسها فى الاشخاص القائمة بذاتها يعترف الجميع ان الحيوانات المشار اليها والنبات واجزاؤها وبالجملة المركبات جواهر والاجسام الطبيعية البسيطة مثل النار والماء والارض والهواء التى منها المركبات وكل ما عد من هذه الجواهر المشار اليها اما من التى هى اجزاء محاط بها واما من التى هى كليات محيطة مثل السماء واما من اجزاء هذه مثل الكواكب والشمس والقمر وكل ما يتولد من هذه اولا وهى المتشابهة الاجزاء وهو الذى دل عليه بقوله وكل واحد من مثل هذه˹ ثم قال فلنفحص هل هذه هى جواهر فقط او جواهر غير هذه ايضا يريد فلنفحص هل هذه جواهر فقط يعنى صفات اشخاص الجواهر او هاهنا صفات جواهر غير هذه او بعض هذه الصفات التى يجاب بها فى جواب ما هو هى جواهر وبعضها ليس بجواهر او ليس شىء من هذه الصفات جواهر فان هذا هو الخفى من امرها واما كون اشخاص الجوهر جوهرا فلا يشك فيه احد وهو الذى دل عليه بقوله او بعض هذه وبعض غيرها˹ ثم قال او ليس شىء من هذه بل غيرها اشياء ما يريد او ليس شىء من الصفات الموجودة فى الاشخاص المحسوسة جوهرا بل جواهر هذه اخر مثل القائلين بالصور والاعداد وقوله فقد ظن بعض الناس ان نهايات الجرم مثل السطح والخط والنقطة والواحد هى الجواهر اكثر من الجرم والمجسم يريد فقد ظن بعض الناس ان نهايات الاجسام مثل السطح والخط والنقطة ومثل الواحد هى جواهر اكثر من كون الجسم جوهرا لكونها مبادئ ولذلك يلزم ان هذه تكون جواهر اكثر من الجواهر المحسوسة المشار اليها وانما قال ذلك لان قوما كانوا يعتقدون ان النقط متقدمة على الخطوط والخطوط على السطوح والسطوح على الاجسام فكانوا يرون ان اشخاص هذه الاشياء متقدمة على اشخاص الجسم المحسوس وكلياتها على كلية الجسم ولهذا قال اكثر من الجرم والمجسم وايضا اكثر من الاشياء المحسوسة˹ وانما قال اكثر من الجرم والمجسم˹ لان لهولاء فى الجسم مذهبان مذهب من يرى ان الابعاد الثلاثة هى صورة الجسم الجوهرية وهذا الاليق به ان يسميه بالمثال الاول فيقول هو الجسم واما من يرى ان الجسم يتولد عن ضم السطوح بعضها الى بعض فالاليق به ان يسمى المتولد منها متجسما وعلى كلى القولين يلزم ان تكون السطوح والخطوط والنقط جواهر اكثر من الجرم والمجسم ومتقدمة عليه اما على القول الاول فتقدم الصورة على المركب من المادة والصورة واما على الثانى فتقدم اجزاء المركب على المركب ثم قال ومن الناس من لا يرى ان شيئا مثل هذا البتة يريد ومن الناس من لا يعتقد ان شيئا من الخطوط والسطوح والنقط جواهر ولا الواحد العددى ثم قال وفيهم من يرى ان هويات كثيرة وانها موبدة مثل ما قال افلاطون ان الصور والتعليمية جوهران وان الجوهر الثالث الذى للاجرام المحسوسة يريد ومن هولاء من ليس يعتقد ان الاعظام والاعداد جواهر فقط وهى التعليمية بل يعتقد مع هذا ان صور الاشياء جواهر مفارقة وكانوا يعتقدون مع هذا جوهرا ثالثا وهى اشخاص الجواهر المحسوس والذين يعتقدون ان التعالمية جواهر منهم من كان يضعها غير الصور ومنهم من كان يضع الاعداد والصور طبيعة واحدة على ما سيذكر بعد وهولاء هم الذين شعروا بالسبب الصورى الخاص فكانوا يرومون ان يعطوا جواهر الاشياء الخاصة من قبل الصور العامة اعنى ان هذه جعلوها مبادى الجواهر المحسوسة ثم قال واما خروسيس فقال ان جواهر كثيرة وابتدا من الواحد وان اوائل كثيرة لكل واحد من الجواهر اول وان جوهر واول الاعداد اخر والذى للاعظام اخر ثم للنفس وبمثل هذا النوع تكثر الجواهر يريد واما خروسيس فقال ان جواهر كثيرة مختلفة من قبل انه لما كانت الجواهر مختلفة مثل العدد والعظم والنفس كانت اوائلها جواهر مختلفة فان اول العدد وهو الواحد غير اول الاعظام وغير اول النفس وعلى هذا تكثر الانواع لانها تكون بعدد الطبائع المختلفة من قبل اسبابها المختلفة وانما قال فيما احسب ˺وابتدأ من الواحد˹ لانه يرى ان الاعداد متقدمة فى الجوهر على غيرها لتقدم الواحد الذى هو مبداها على مبادى الجواهر المختلفة وقوله وبعض الناس قال ان الصور والاعداد لها طبيعة واحدة هى هى وان سائر الاشياء يتلوها مثل الخطوط والسطوح الى ان ينتهى الى جوهر السماء وكذلك المحسوسات يريد ان بعض الناس لم يقولوا ان الاعداد والصور طبيعتان لكن قالوا ان الصور والاعداد هى طبيعة واحدة وان هذه هى علة الخطوط والسطوح وان الخطوط والسطوح هى علة اجسام السماء وغيرها من سائر المحسوسات

Page 765