Sharh Lum'at al-I'tiqad by Khalid Al-Mosleh
شرح لمعة الاعتقاد لخالد المصلح
Genres
موقف أهل التأويل والتعطيل من صفة الوجه
والوجه صفة خبرية ثبتت بالخبر، وأثبتها أهل السنة والجماعة، أما أهل التعطيل وأهل التأويل فإنهم نفوا هذه الصفة، وقالوا: لا نثبت لله وجهًا، وأن المراد بالوجه هنا هو الأجر والثواب، وقالوا في قوله تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾ [الرحمن:٢٧] أي: يبقى ما قصد به الله، وهذا صرف للفظ عن ظاهره بغير مرجح أو من دون مرجح، فهو من التحريف الباطل الذي يسميه أهله تأويلًا.
إذًا: الصفة التي ذكرها المؤلف ﵀ في قوله تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾ [الرحمن:٢٧]، هي صفة الوجه، وهذه الآية من أقوى الآيات التي يثبت بها أهل السنة والجماعة صفة الوجه لله ﷿؛ وذلك لأن الله ﷿ وصف وجهه بصفتين: ذو الجلال، وذو الإكرام، ومثل هذا لا يسوغ أن يوصف به الأجر والثواب، لأن الأجر لا يوصف بأنه ذو جلال وذو إكرام، إنما الذي يوصف بهذا الوصف هو الله جل وعلا؛ ولذلك ذكر المؤلف هذه الآية لكونها من أصرح الآيات في إثبات صفة الوجه لله ﷿.
3 / 12