Sharh Lum'at al-I'tiqad by Khalid Al-Mosleh
شرح لمعة الاعتقاد لخالد المصلح
Genres
أنواع الإرادة
يقول ابن قدامة في هذه العقيدة: (ومن صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد) .
هذا تقرير ما يتعلق بالقدر في إثبات صفات الفعل لله جل وعلا، وأن الإيمان بالقدر فرع عن الإيمان بأنه فعال لما يريد، وإن من قال: إنه لا يقدر مقادير الأشياء وأن في الكون ما يكون بلا تقديره ولا خلقه ولا مشيئته، فإنه مكذب لإيمانه بأن الله جل وعلا فعال لما يريد، فإذا كان جل وعلا فعال لما يريد فإنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
وقوله ﵀: (فعال لما يريد) مأخوذ من قول الله تعالى: ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾ [البروج:١٦] في بيان صفة الرب جل وعلا فيما أخبر به سبحانه وتعالى عما أخبر به عن نفسه في كتابه، و(فعال) جيء بها على صيغة المبالغة لإفادة معنيين: المعنى الأول: كثرة الفعل، والثاني: عظم الفعل، فصيغة المبالغة تستعمل لأحد هذين المعنيين؛ إما لكثرة الشيء وإما لعظمه ولو لم يكن كثيرًا، والذي في حقه جل وعلا المعنيان، فأفعاله كثيرة ﷾، ما يكون من شيء إلا بأمره وتقديره، وأيضًا هذه الأفعال عظيمة كبيرة المنزلة والمكانة ورفيعة الشأن.
8 / 6