شرح كتاب نقد متون السنة للدميني - محمد حسن عبد الغفار
شرح كتاب نقد متون السنة للدميني - محمد حسن عبد الغفار
Genres
ذكر بعض القواعد المتعلقة بنقد متون السنة مع أمثلة لكل قاعدة
ذكر القواعد جملة: القاعدة الأولى: عرض السنة على القرآن: وذلك بأن نأتي إلى المتن فإذا وجدناه قد عارض الكتاب من وجه فنجمع ونؤلف بينهما، ولا ننتقد هذا المتن، لكن إن كانت المخالفة من كل وجه ولا يمكن الجمع بينهما فنقول: تقدم الآية على الحديث.
ومثال ذلك: أن عائشة ﵂ وهمت عمر بن الخطاب ﵁ وأرضاه عندما روى حديث: (يعذب المرء ببكاء أهله عليه)، فـ عائشة ﵂ أوّلته على اليهودي أو على الكافر، والذي جعل عائشة ﵂ وأرضاها تنتقد هذا المتن قول الله تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم:٣٩]، فقالت: كيف يعذب هذا ببكاء أهله عليه وهذا ليس من سعيه، وقد بينا الجمع بينهما.
القاعدة الثانية: عرض السنة على السنة: مثال ذلك: حديث: (يدخل الجنة سبعون ألفًا من غير حساب ولا عذاب، وهم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون)، وفي رواية لـ مسلم قال: (ولا يرقون)، فلما عرضنا السنة على السنة وجدنا أن قوله: (ولا يرقون) لفظة شاذة، كما قال شيخ الإسلام.
القاعدة الأخيرة التي أخذناها في الدرس الماضي في نقد المتون: ركاكة اللفظ، وبينا أن هذه الألفاظ لا يمكن أن يقولها النبي ﷺ، ومن أمثلة ذلك: (لو علمتم ما في الجرجير لزرعتموه تحت السرير).
وأيضًا قوله: (الهريسة تشد الظهر).
وأيضًا قوله: (العدس قُدِّس على لسان سبعين نبيًا).
وقوله: (والباذنجان لما أكل له).
وهناك أحاديث كثيرة من هذا النوع.
ومن هذه الأنواع أيضًا ما يختص بالرب جل في علاه، فإذا سمعته قلت: لا يمكن أن يكون النبي ﷺ قال هذا عن ربه جل في علاه.
9 / 3