15

Sharh Kifaya

شرح كفاية المتحفظ (تحرير الرواية في تقرير الكفاية)

Chercheur

جزء من رسالة دكتوراة في فقه اللغة من كلية دار العلوم بالقاهرة

Maison d'édition

دار العلوم للطباعة والنشر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

كل خير ديني أو دنيوي، وجميع النعم الواصلة إليهم التي أعظمها الهداية إلى الإيمان - إنما هي ببركته ﷺ. ومنها: اغتنام بعض ما ورد في الصلاة عليه من الفضائل والأمور التي لا حصر لها كما تدل له الآية السابقة، والأحاديث الصحيحة الشهيرة، وغير ذلك مما أوضحته في «السمط» وزدته إيضاحًا في، «شرح المضرية» وآثر هنا الجملة الفعلية لما فيها من الدلالة على التجدد والموافقة للقرآن، لأنه وقع فيه التعبير بالفعل المضارع والأمر كما مر، وآثر الماضوية إما لتحقق الوقوع كما هو المشهور في الجمل الدعائية مثل: ﵀، ورضي عنه وهو الظاهر، وذلك هو نكتة إقامة الماضي مقام المضارع، أو لأن الماضي في مثل هذا المقام ليس معناه الانقطاع، بل الاستمرار نظير «كان الله غفورًا رحيما» وأمثاله. فليس المراد الإخبار عن شيء انقطع، بل المراد ثبوت ذلك الوصف له مطلقًا في الماضي والمستقبل، أي: ولا يزال كذلك كما اختاره القرافي. والجملة معطوفة على التي قبلها، لأن عطف الفعلية على الاسمية وعكسه جائز على الأصح، ولا سيما إذا قلنا بإنشائهما على ما هو مختار المحققين، كما أوضحته وبسطته في السمط. ومعنى «صلى الله على محمد»: زاده أثرة وتشريفًا وتعظيمًا، إذ ليس المراد من الصلاة عليه ﷺ أصل معناها الذي هو الرقة والرحمة والعطف والحنو كما ذكره السهيلي في الروض الأنف، وعلل به تعديتها بـ «على» وبسطته في

1 / 47