ولا يدبر الأمر إلا هو، وأن جميع السماوات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره.
ــ
واخلولق من (دين أبيهم إبراهيم ﵇ فإن قريشًا ومَن يليهم ذريتُه وورثته، وكانوا على هذا الدين الحنيف ولكنه اندرس واخلولق فيهم بسبب عمرو بن لحي بعد أن استخرج الأصنام وفرقها في العرب وغيَّر عليهم التلبية فتغير بسبب ذلك١.
(ويخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد) الذي يباشرون به الآلهة (محض حق الله) خالص حق الله من العبادة (لا يصلح منه شيء لا لملكٍ مقرب ولا نبي مرسل فضلًا عن غيرهما) وإذا كان لا يصلح لأهل الدين والفضل فمَن دونهم بطريق أولى، فلا يُعتَقد ولا يُطلب ولا يُقصَد إلا الله تعالى، ولا يوسَّط من الخلق أحدٌ بينه وبينهم ولا يُتقَرَّب به، ولا يصلُح ولا يدنو من أن يصلح لبشر من حق رب العالمين شيء. وبهذا تعرف دين قريش ودين محمد ﷺ.
(وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له، وأنه لا يرزق إلا هو، ولا يحيي ولا يميت إلا الله، ولا يدبر الأمر إلا هو، وأن جميع السماوات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره)