أرسله الله إلى أناس يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرًا، ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله؛ يقولون: نريد منهم التقرب إلى الله ونريد شفاعتهم عنده: مثل الملائكة، وعيسى، ومريم، وأناس غيرهم من الصالحين.
ــ
فالشرك إذا وقع عظيم رفعه وشديد؛ فإن نوحًا مع كمال بيانه ونصحه ودعوته إياهم ليلًا ونهارًا وجهارًا أخذ ألف سنة إلا خمسين عامًا ما أجابه إلا قليل، ومع ذلك أغرق الله أهل الأرض كلهم من أجله، ومع ذلك تلك الأصنام الخمسة مازالت حتى بُعث محمد ﷺ وكسرها.
فيفيدك عظم الشرك إذا خالط القلوب صعب زواله كيف أن أصنامًا عُبِدت على وقت أول الرسل وما كسرها إلا آخرهم.
(أرسله الله إلى) قومه قريش ومن يلحق بهم وإلا فهو بعث إلى الناس كافة أحمرهم وأسودهم ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ (أناسٍ يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرًا) ويصلون الرحم ويكرمون الضيف ١. ويعرفون أن الله