وهو دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى عباده
ــ
اطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي.
ومنها ما عرفها به ابن القيم ﵀ بقوله:
وعبادةُ الرحمن غاية حبه ... مع ذل عابده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائرٌ ... ما دار حتى قامت القطبان
وداره بالأمر أمر رسوله ... لا بالهوى والنفس والشيطان
(وهو دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى عباده) عرفه بأنه دين جميع المرسلين من أولهم إلى آخرهم كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ ١ وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ ٢ وإن تفرقت شرائعهم كما قال تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ ٣ وقال ﷺ: "ألأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد"٤ فدين جميع لرسل واحد والذي بعثوا به هو عبادة الله، والذي بُعثوا به هو الذي من أجله خُلِق الخلق، وهو الذي من أجله أُرسِلت الرسل وأنزلت الكتب.