وأنا واصف بعض تلك التفاسير ومقدم التفسير الذي فسر به هذا الكلام على أن نسخته على هذا المثال: «الفم والفرج والثديين والمنخرين والرحم. والذي يولد لثمانية أشهر يكون بحرانه كأنه للغد». فأقول إن كلامه كله في أصناف الخروج الذي بها يكون البحران. فعدد أولا أعضاء يكون فيها ذلك الخروج ثم ذكر بعدها «الرحم». وقد يكون بالرحم صنفا الخروج جميعا الذي يكون بهما البحران أعني الخروج الذي يكون باستفراغ والخروج الذي يكون باحتقان.
فلما ذكر الرحم ذكر بعده «المولود لثمانية أشهر» وهو يريد أن يدخله في عداد الخروج الذي يكون به البحران لأن المولود لثمانية أشهر لا يعيش في حال من الأحوال. وأما قوله «كأنه للغد» فيشبه أن يكون إنما قاله من قبل أن البحران الأول يكون للجنين في الشهر السابع ومتى كان الجنين لا يمكن أن يعيش كان خروجه يكون في الشهر الثامن كما لو كان شيء لم يتهيأ له الخروج في اليوم السابع فيخرج من غده. وذلك أن الشهر السابع نظير اليوم السابع والشهر الثامن نظير غده. فهذا هو تفسير هذا القول على هذه النسخة.
Page 156