Explication de Galien sur le livre d'Hippocrate intitulé Epidemies
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genres
فقد بينا ذلك على أن تستدل وتعلم علما يقينا على ماذا تدل «الرقبة القصيرة» اللهم إلا أن يقال إنها تدل على قصر من الفقار كما أنها إذا كانت قصيرة دقيقة دلت من الفقار مع القصر على دقة. وذلك أنه يجب أن تكون الرقاب التي يخالف بعضها بعضا في الطول إما مختلفة العدد من الفقار وإما مختلفة الطول من كل واحد منها ولم يوجد في العنق قط أكثر من سبع فقارات لا في الإنسان ولا في غيره من الحيوان ذي الأربع.
وقد وصفت لك تركيب أبدان جميع هذا الحيوان في كتابي في علاج التشريح وقلت فيه إنه ينبغي لك متى قرأت في كتاب أحد من القدماء أن كلامه في الحيوان الذي طبيعته غير بعيدة من طبيعة الإنسان أن تفهم عنه أن أول هذا الحيوان جنس القرود التي تقدر على المشي على قائمتين وتستعمل القائمتين المقدمتين كما يستعمل الإنسان يديه ثم الثاني جنس الدببة والثالث جنس السباع وكلها يأكل اللحم وأطراف قوائمها مقسومة إلى أصابع وإن كان ليس شيء منها له كف ككف الإنسان. وأما سائر الأجناس من الحيوان فليس شيء منها أطراف قوائمه مقسومة إلى أصابع لكنها ذوات أظلاف أو حوافر وما كان منها ذا أظلاف فمنه ما بحتر ومنه ما له خرطوم طويل مثل الخنزير. فاختلاف الرقاب في الطول يوجد في الحيوان الذي يأكل اللحم ومنه الإنسان لا بأن عدد الفقار كما قلت ينقص فيه ويزيد لكن بأن طول كل واحدة من الفقار ينقص وأما اختلاف الرقاب في الغلظ فيكون بحسب غلظ الفقار ودقته.
Page 786