Explication de Galien sur le livre d'Hippocrate intitulé Epidemies
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genres
وقد ينبغي أن تعلم أنه ليس قصد أبقراط في هذا الكلام أن يخبر بأمر الألوان لأنه قد تقدم تخليصه لها. وإنما جملة هذا القول الذي نحن في تفسيره أن من جرى منه دم كثير قد تراه عيانا يغلب على بدنه البرد. ولو كان اعتدال الحرارة التي في أبدان الحيوان لا ينفع شيئا في أفعال الأعضاء لقد كنا سنجد الذين يجري منهم الدم الكثير يستمرئون طعامهم في المعدة على نحو ما كانوا يستمرئونه ويستحيل فيهم بعد إلى الدم المستحكم كما كان يستحيل قبل أن يجري منهم ذلك الدم ولسنا نرى ذلك يكون كذلك من قبل أنا نجد الدم الذي يتولد فيهم ليس بالمستحكم الجودة كالدم الطبيعي. فقد وجب إذا أن القول بأن اعتدال الحرارة الطبيعية لا ينفع شيئا في الأفعال باطل.
فإن كان القول بأنه ينفع صحيحا كان في هذا دليل شاهد على صحة ما بيناه في المقالة التي وصفنا فيها أمر الأركان على رأي أبقراط وفي أول كتابنا في الحيلة للبرء. وقد بينا هناك أن جوهر كل واحد من هذه الأجسام التي نشاهدها إنما يحدث عن الحار والبارد والرطب واليابس إذا امتزجت بالمقدار الذي ينبغي ولما كانت أفعالها إنما تكون بخاصة جوهرها تبين من ذلك أن ضرر الأفعال في جميع الأجسام المتشابهة الأجزاء إنما يكون بسبب إفراط هذه الأركان الأربعة وخروجها عن الاعتدال. ولذلك يجب ضرورة أن يكون برء الأعضاء التي تعتل من هذا الوجه بالمضادة للآفة التي دخلت عليها حتى يسخن العضو الذي قد برد ويبرد العضو الذي قد سخن ويجفف العضو الذي قد رطب ويرطب العضو الذي قد جف.
Page 292