Sharh Ihqaq
شرح إحقاق الحق
Chercheur
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
إن شاء الله تعالى، فجعل المسألة الأولى في الادراك مع إرادة الرؤية التي هي أخص من مطلق الادراك، من باب إطلاق العام وإرادة الخاص بلا إرادة المجاز و قيام القرينة، وهذا أول أغلاطه، والدليل على أنه أراد بهذا الادراك الذي عنون به المسألة الرؤية: أنه قال: لما كان الادراك أعرف الأشياء وأظهرها على ما يأتي، وحصل فيه من مقالاتهم أشياء عجيبة غريبة، وجب البدأة به، وإنما ظهرت مقالاتهم العجيبة على زعمه في الرؤية لا في مطلق الادراك كما ستعرف بعد هذا، فإن الأشاعرة لا بحث لهم مع المعتزلة في مطلق الادراك، فثبت أنه أطلق الادراك وأراد به الرؤية و هو غلط، إذ لا دلالة للعام على الخاص، ثم إن قوله الادراك أعرف الأشياء و أظهرها وبه تعرف الأشياء، كلام غير محصل المعنى، لأنه إن أراد أن الرؤية التي أراد من الادراك هي أعرف الأشياء في كونها محققة ثابتة، فلا نسلم الأعرفية فأن كثيرا من الأجسام والأعراض معروفة محققة الوجود مثل الرؤية، وإن أراد أن الاحساس الذي هو الرؤية أعرف بالنسبة إلى باقي الاحساسات، ففيه أن كل حاسة بالنسبة إلى متعلقه، حالها كذلك، فمن أين حصل هذه الأعرفية للرؤية، وبالجملة هذا الكلام غير محصل المعنى ثم قوله: إن الله تعالى خلق النفس الإنسانية في مبدء الفطرة خالية عن جميع العلوم بالضرورة وقابلة لها بالضرورة وذلك مشاهد في حال الأطفال، كلام باطل، يعلم (1) منه أنه لم يكن يعرف شيئا من العلوم العقلية، فإن الأطفال لهم علوم ضرورية كثيرة من المحسوسات البصرية والسمعية والذوقية، وكل هذه المحسوسات علوم حاصلة من الحس، ولما لم يكن هذا الرجل من <div>____________________
<div class="explanation"> (1) لم يدع المصنف، خلو نفوس الأطفال عن مطلق الاحساسات، حتى يرد عليه بأن الأطفال لهم علوم ضرورية (الخ)، بل صرح بخلافه حيث قال: فيحس الطفل في أول ولادته فتدبر.</div>
Page 79