205

Sharh Ihqaq

شرح إحقاق الحق

Chercheur

تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي

المخيلة المرتبة في النفس، فلا يجديهم ما تشبثوا به من قول (1) عمر: زورت في نفسي كلاما بمعنى قدرته وفرضته، كما يقال: زورت دارا وبناءا، فما لا يدل هذا على كون حقيقة الدار والبناء في النفس، كذلك لا يدل ذلك على كون حقيقة الكلام في النفس، وكذا كون الكلام في الفؤاد (2) يكون إشارة إلى تصوره، وأما ثانيا فلأن ما ذكره من أنه قد يخبر الرجل عما لا يعلمه، بل يعلم خلافه فالخبر عن الشئ غير العلم به، ففيه ما ذكره الشارح الجديد للتجريد حيث قال ولقائل أن يقول: إن المعنى النفسي الذي يدعون أنه قائم بنفس المتكلم ومغاير للعلم في صورة الاخبار عما لا يعلمه، هو إدراك مدلول الخبر، أعني حصوله في الذهن مطلقا يقينيا كان أو مشكوكا، فلا يكون مغايرا للعلم، والحاصل أن هذا إنما يدل على مغايرته للعلم اليقيني (3)، لا للعلم المطلق، إذ كل عاقل تصدى للاخبار، تحصل في ذهنه صورة ما أخبرته بالضرورة، وأيضا ما ذكره (خ ل هذا) قياس الغائب على الشاهد فلا يفيد وأما ثالثا فلأن ما ذكره في بيان مغايرة المعنى <div>____________________

<div class="explanation"> (1) قال جار الله الزمخشري في الفائق ج 1 ص 553 طبع مصر، يقال رحم الله امرءا زور نفسه على نفسه، أي اتهمها عليها، يقال: أنا أزورك على نفسك، وحقيقته: نسبتها إلى الزور كفسقه وجهله انتهى وذكر معاني أخر للتزوير من الجمع، والعرض، والتسوية، وزوال العوج، والتعفية إلى غير ذلك، وأنت ترى أن بعض المذكورات، تناسب ما نحن فيه وقد تقدم في معنى التزوير ما هو أنسب فراجع.

(2) إشارة إلى الشعر المشهور الذي تمسك به بعض الأشاعرة في إثبات الكلام النفسي (شعر) إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * جعل اللسان على الفؤاد دليلا (3) وكأنه اختلط الأمر على الناصب ولم يتوجه إلى أن المراد من العلم ماذا، هل هو المصطلح المنطقي أو الأصولي أو اللغوي فكم فرق بينها كما لا يخفى.</div>

Page 207