154

Sharh Ihqaq

شرح إحقاق الحق

Chercheur

تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي

العقاب هو محل النزاع، فهو عند الأشاعرة شرعي وعند المعتزلة عقلي، وأما الحسن والقبح بمعنى ملائمة الغرض ومنافرته وترتب المصلحة والمفسدة عليهما فهما عقليان بالاتفاق، وهذا من ذلك الباب، وسنبين لك حقيقة هذا المبحث في فصل الحسن والقبح إن شاء الله. ثم اعلم أنا سلكنا في دفع لزوم الافحام عن الأنبياء مسلكا لم يسلكه قبلنا أحد من السلف، وأكثر ما اطلعنا عليه من كلامهم لم يفد دفع الافحام كما هو ظاهر على من يراجع كلامهم والله أعلم إذا عرفت هذا علمت أن الافحام ندفع على تقدير القول: بالوجوب الشرعي في هذا المبحث، فأين الانجرار إلى الكفر والالحاد؟، ثم من غرائب طامات هذا الرجل أنه أورد شبهة على كلام الأشاعرة، وهي مندفعة بأدنى تأمل، ثم رتب عليه التكفير والتفسيق، وهذا غاية الجهل والتعصب، وهو رجل يريد ترويج طاماته ليعتقده القلندرية (1) <div>____________________

<div class="explanation"> (1) القلندرية، نسبة إلى قلندر، على وزن سمندر وسلندر، يقال لجماعة من الدراويش الصوفية: قلندرية وهم الذين، نشروا الشعور، وأطالوا اللحى، وفتلوا الشوارب، وتركوا الأظافر بحالها ولم يقصوها، ومشوا حفاة، وشدوا حجر القناعة على بطونهم والمخلاة على أوساطهم، وأخذوا الكشكول بأيديهم، والطبرزين على عواتقهم والسبحة ذات الألف خرزة على أعناقهم، وجلود السباع على أكتافهم، وجعلوا الاستعطاء والسؤال وسيلة معاشهم، وأراحوا نفوسهم من التكاليف العبادية، وأكثر مقالتهم لا مؤثر في الوجود إلا هو هرچه هست از أو است، وحده لا الا هو است.

هو هو هو يا هو يا من هو، لا موجود الا هو كل ما في الكون وهم أو خيال أو عكوس في مرايا أو ظلال وهم الذين اعتقدوا بأن كل ملة ومذهب وطريقة حق من جهة إنها الطرق إلى الله تعالى.

وهم الذين ذهبوا إلى أنه لا شر ولا خير ولا سوء في النشأة الناسوتية بل الكل خير وهم الذين اعتادوا الأفيون، والبنج، والحشيش، واقتناء الحياة، والأفاعي، والثعابين، وهم الذين أطعموا (الديك جوش) وهو اللحم المطبوخ بطريق مخصوص، وآداب وسنن ابتدعوها في طبخه وتقسيمه بين الفقراء على مصطلحهم.

وهم الذين دققوا النظر والأبصار في المرد الحسان الوجوه فمنهم من يقول: إني ناظر إلى صنع الصانع القادر كيف خلق من ماء دافق وجها الطف من الورد وعينا سحارة وثغرا كالدر وغيرها من التشبيهات ثم يقول سبحان ما أبدعه في صنعه ومنهم من يعتذر في تلك النظرة المسموعة التي هي سهم من سهام إبليس ويقول: إني انظر إلى مجلى الحبيب كيف تجلى تعالى شأنه في هذه المرأة ويقول المجاز قنطرة الحقيقة عصمنا الله وإياكم من الزلل، وجعلنا من المتمسكين بأذيال آل الرسول (ص)، الذين من تمسك بهم فقد نجى، آمين آمين.</div>

Page 154