Sharh Ihqaq
شرح إحقاق الحق
Chercheur
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
الذاتية موقوفة على صفة مثلها؟ " إنتهى " بل يفهم من شرح جمع الجوامع (1) للفناري الرومي في مبحث القدرة: أن أكثر تلك المسائل التي تفرد بها الأشعري قد أخذها من ألسنة القصاص والوعاظ، حيث قال: أما المستحيلات فلعدم قابليتها للوجود لم تصلح أن تكون محلا لتعلق الإرادة لا لنقص في القدرة، ولم يخالف في ذلك إلا ابن حزم (2). فقال في الملل والنحل: إن الله عز وجل قادر على أن يتخذ ولدا، إذ لو لم يقدر عليه لكان عاجزا، ورد ذلك بأن اتخاذه الولد محال لا يدخل تحت القدرة، وعدم القدرة على الشئ قد يكون لقصورها عنه وقد يكون لعدم قبوله لتأثيرها فيه، لعدم إمكانه لوجوب أو امتناع، والعجز هو الأول دون الثاني. وذكر الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني (3): أن أول من أخذ منه ذلك، إدريس عليه السلام، حيث جاءه إبليس في صورة انسان وهو يخيط ويقول في كل دخلة (4) وخرجة: سبحان <div>____________________
<div class="explanation"> (1) الفناري هو العلامة الشيخ محمد بن حمزة بن محمد الرومي الحنفي شمس الدين المتوفى سنة 834، كان متقلدا منصب مشيخة الاسلام في دولة السلطان محمد خان من بلوك آل عثمان، وله تآليف كثيرة منها عويصات الأفكار في اختبار أولي الأبصار وغيره، ثم إن جمع الجوامع في أصول الفقه تأليف تاج الدين عبد الوهاب السبكي المتوفى سنة 771 شرحه جماعة منهم الفناري المذكور.
(2) هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الأندلسي القرطبي الظاهري النسابة المحدث الفقيه الأصولي المتكلم المتوفى سنة 456 صاحب كتاب المحلى في الفقه والجمهرة في النسب والفصل في الأديان والاعتقادات، وهو من نوابغ الظاهرية بل من أجلة علماء العامة وممن يرى انفتاح باب الاجتهاد وبطلان الرأي والقياس والاستحسان.
(3) هو أبو إسحاق أحمد بن أبي طاهر الشافعي البغدادي، أخذ عنه الخطيب البغدادي صاحب التاريخ الكبير وغيره توفي سنة 406.
(4) الدخلة: مرة من الدخول، والخرجة: مرة من الخروج.</div>
Page 101