Explication du hadith de la descente

Ibn Taymiyya d. 728 AH
100

Explication du hadith de la descente

شرح حديث النزول

Maison d'édition

المكتب الإسلامي

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

1397 AH

Lieu d'édition

بيروت

رب العالمين، وقد ناداه من موضع معين وقربه إليه، دل ذلك على ما قاله السلف من قربه ودنوه من موسى ﵇ مع أن هذا قرب مما دون السماء. وقد جاء - أيضًا - من حديث وهب بن منبه وغيره من الإسرائيليات قربه من أيوب ﵇ وغيره من الأنبياء ﵈ ولفظه - الذي ساقه البغوي - أنه أضله غمام ثم نودي: يا أيوب، أنا الله، يقول: أنا قد دنوت منك، أنزل منك قريبًا. لكن الإسرائيليات إنما تذكر على وجه المتابعة، لا على وجه الاعتماد عليها وحدها، وهوـ ﷾ قد وصف نفسه في كتابه وفي سنة نبيه ﷺ بقربه من الداعي وقربه من المتقرب إليه، فقال ﵎: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: ١٨٦] . وثبت في [الصحيحين] عن أبي موسى، أنهم كانوا مع النبي ﷺ في سفر، فكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير، فقال: " أيها الناس، ارْبعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصَمَّ ولا غائبًا، إنما تدعون سميعًا قريبًا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عُنُق راحلته ". وفي الصحيحين عن النبي ﷺ: " يقول الله تعالى: من تَقَرَّبَ إلىّ شبرًا تقربت إليه

1 / 103